رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفكار
الحاضر والماضى

في أحيان كثيرة يكون الحديث والكتابة عن الواقع أصعب كثيرا من الماضي، فالماضي مستباح من الجميع كل حسب مصالحه وأهوائه وطموحاته. كتابة الماضي والحديث عنه وتزويقه وأحيانا تزييفه لاترتبط بالهوي فقط بل بصناعة تاريخ واقعه الكذب وهدفه التضليل، وصناعة مجد علي حساب الحقوق والحقيقة هو الأمر الذي وضع ويضع مسئوليات فادحة علي من يكتبون الواقع ويسطرونه بتجرد فواقع اليوم تاريخ غد ومن هذا المنطلق تكون مسئولية الكاتب والكلمة باعتبارها الجسر بين الأجيال والحاملة لنواة تشكيل الوعي وبناء التاريخ. وعليه فالأمر ليس متروكا للهواة أو لمن لديه مصالح ضيقة آنية وهو الأمر الذي اكتشف في الكثير من الوقائع التاريخية التي زيفت وأصبحت جزءا من ثقافة وشرعية الكثير من المجتمعات بل ومن الثوابت التي بني عليها تفكير أجيال كثيرة لتتحول هذه الحقائق المزيفة إلي عقائد وأسطورية ينفيها العقل بل ينفيها التأريخ الموثق. ولسنا هنا بصدد ذكر الكثير من الأمثلة والتصحيح التاريخي للكثير من الأمور التي كرست ورسخت بالأكاذيب، التي انهارت وجرفت معها واقع واهن الأسس، ومنها محاولات البعض التشكيك فى رموز دينية وأحداث دينية ثابتة, تستهدف البلبلة وإثارة الفتن بين الناس. هذا الأمر يتعلق بما يرتبط بالموروث الإنساني ومجريات أمور تنحصر في موروثات وتعاملات إنسانية وعلاقات مجتمعية. أما أن يخلط الأمر بالتشكيك في كل شيء من أجل هدم كل شيء بما فيها أمور خارج قدرة وقوة البشر فتلك الطامة الكبري التي تنسف الماضي وتدمر الحاضر، فالتاريخ وكتابته منتج بشري قبل كل شيء. أما محاولات التشكيك والطعن في نصوص وأشخاص ووقائع لا يستوعبهم العقل وصاغهم من خلق العقل فهو تجاوز شاذ لناموس الكون.


لمزيد من مقالات محمد الأنور

رابط دائم: