رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
روسيا.. ماذا يحدث بالضبط؟!

إغراق الطراد «موسكفا»، أهم سفينة حربية فى أسطول البحر الأسود الروسى بصاروخين أوكرانيين قبل أيام، كان لحظة الحقيقة التى لم يستطع كثير من الروس استيعابها. لقد اعتقدوا أن اجتياح أوكرانيا سيكون نزهة سريعة تؤكد أن بلادهم عادت للمجد، وهو بالمناسبة اسم الطراد عند تدشينه قبل 40 عاما، فإذا بالحرب، التى تدخل شهرها الثالث، تحمل لهم أخبارا يومية سيئة.

غالبية الروس مازالت تؤيد بوتين وتدعم الحرب، لكن مع سقوط آلاف الضحايا وعدم الحسم السريع، انتاب الشك البعض لترتفع أصوات متسائلة عما يجرى. لم تعد الدعاية الرسمية كافية لإقناعهم. فلاديمير سلوفييف المذيع بالتليفزيون الحكومى ونجم التوك شو، قال فى نوبة غضب بعد غرق موسكفا: «أخبرنى كيف خسرت الطراد، وماذا كنت تفعل بحق الجحيم فى هذه المنطقة من البحر الأسود؟». رجل الأعمال أوليج بتنكوف كان أكثر جرأة وغضبا إذ قال: «يتعرض الأبرياء والجنود للقتل. الجنرالات استيقظوا من سباتهم ليعرفوا أن لديهم جيشا هراء.. لماذا يكون الجيش جيدا، وكل شىء مزعج وملىء بالمحاباة وانعدام الكفاءة والخنوع؟». بالطبع تعرض بتنكوف للهجوم والاتهام بتشويه روسيا.

رغم قسوة الكلمات وحدتها، لكنها تعكس تدنى الروح المعنوية. رغم محاولات السلطات تخفيف حدة التداعيات الاقتصادية على المواطنين إلا أن إخفاقات الحرب زادت مخاوف الروس من تحول العملية العسكرية الخاصة (بتعبير الكرملين) إلى عملية وجودية تؤثر على مستقبل روسيا، كما يقول جريجورى يودين عالم السياسة الروسى. أفق المستقبل يزداد ضبابية مع خروج الشركات الدولية بوتيرة يومية. عمدة روسيا توقع فقدان 200 ألف وظيفة مقترحا إعادة تأهيل المتعطلين أو تشغيلهم فى الحدائق العامة.

هل سيكون لهذا الاستياء المتنامى تأثير على مكانة بوتين؟ لا أعتقد، فقد رسخ دعائم سلطته بقوة، لكن مراوحة الحرب فى مكانها مع سقوط الجنود الروس وتدمير عتادهم قد تدفعه لاتخاذ خطوات غير محسوبة. الأيام المقبلة شديدة الخطورة على روسيا والعالم أيضا. روسيا ليست دولة هامشية، ومن المهم أن يعيد قادتها النظر فى إستراتيجيتهم الحالية غير الناجحة للخروج من المأزق الراهن بأقل الأضرار.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام

رابط دائم: