رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

جرة قلم
عز الدين نجيب

هى رحلة طويلة وثرية تلك التى يقدمها لنا الفنان عز الدين نجيب فى معرضه الاستيعادى بقاعة «ضى» بالمهندسين، والذى يقوم على حصاد ستين عاما من الإبداع تحت عنوان «الحرية والمقاومة والبعث»، حيث يقول الفنان الكبير فى تقديمه للمعرض: «لدى استعراضى للوحاتى بمراحلها الزمنية المختلفة، وجدت أن الخيط الرفيع الذى يربط بينها جميعا - رغم اختلاف موضوعاتها وتعبيراتها - هو ثلاثية الحرية والمقاومة والبعث، وهذه المتلازمة هى الأصل فى جوهر الطبيعة والوجود». عشرات الأعمال تطالعك على مدى القاعات الفسيحة بالألوان الزيتية أو المائية أو الجواش أو الباستيل، بالإضافة لعدد من الاسكتشات الفنية ذات التقنية العالية التى لا يملكها إلا فنان مقتدر. وقد توقفت طويلا أمام بعضها الذى طالت أطرافه ألسنة النيران وقت احترق مرسم الفنان فى المسافرخانة، لكن الفن الذى هو عنوان الحرية، قاوم محاولات القضاء عليه، وبعث من جديد فى أعمال أكثر روعة وجمالا. يالها من ثلاثية دالة تلك التى اختارها عز الدين نجيب لحياته، أو اختارتها الحياة له. لقد أمضى عز الدين نجيب ستة عقود حتى الآن فى عالم الفن التشكيلى، مبدعا مر بمراحل فنية مختلفة، وناقدا قدم لنا عشرات من زملائه الفنانين على مدى السنين، ومؤرخا فنيا ذا عين ثاقبة, نشر عشرات الدراسات والمقالات النقدية، والعديد من الكتب عن مختلف جوانب الفن التشكيلى، وكانت ثلاثية «الحرية والمقاومة والبعث» هى بالفعل عنوان مشواره فى الحياة كما فى الفن، فهو الفنان الباحث دوما عن الحرية كالنجم الثاقب وسط الظلمات، حتى خلال سنواته فى السجن، والملتزم دوما بمقاومة القهر والاستبداد على المستويين السياسى والثقافى على حد سواء، ثم الساعى دوما إلى البعث من خلال إبداعاته الفنية الثرية المجمعة لأول مرة فى هذا المعرض الذى أرى أنه من أهم معارض الموسم الحالى، إن لم يكن أهمها جميعا، وهو ما يستوجب توجيه التحية لقاعة «ضى» وصاحبها القدير هشام قنديل، والتى أفردت له مساحاتها كاملة، كما أصدرت بهذه المناسبة كتابا نقديا قيما بعنوان «الفنان المصرى وسؤال الهوية بين الحداثة والتبعية» لصاحب هذا المعرض أمد الله فى عمره وزاده إبداعا.

[email protected]
لمزيد من مقالات محمد سلماوى

رابط دائم: