رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

درسان .. من القمح .. ومن بورسعيد

> منذ أيام ذكرنى الصديق العزيز فلاح قرية البراجيل الفصيح عيد عفيفى بأنه فى 17 مارس الماضى انقضى 18 عاما على انعقاد مؤتمر القمح ليكون ذروة للمعركة الوطنية التى خاضتها كاتبة هذه السطور مع علماء وباحثين وأساتذة زراعة وفلاحين‪،‬ ولإعلان نتائج الحملة التى توصلت لتوثيق قدرتنا على الاكتفاء من قمحنا الذى نزرعه بأيدى فلاحينا، وأفاض الفلاح الفصيح مثل ملايين الفلاحين بما كان يمكن ان تحققه مصر من أمان وتتجنبه من أزمات نتيجة الأوبئة ونتائج حرب روسيا وأوكرانيا وما كنا نستطيع تحقيقه خلال 18 عاما عندما نكتفى بما نزرعه فى أرضنا من قمح وشعير وذر‪ة‬ وسائر المحاصيل الإستراتيجية، وإذا انضم اليها ما توالى إثباته من مضاعفة المكاسب الاقتصادية والزراعية والصحية للمصريين وللأرض وللحيوان بإضافة الشعير لرغيف القمح ونستعيد ماضيا عظيما للأمن الغذائى صنعه أجدادنا وكان قوامه رغيف الشعير فهل آن الأوان ان نجعل ما حدث لنا مع إهمال الاكتفاء من القمح درسا نتعلم ونستفيد منه فى جميع مجالات حياتنا فالله وحده يعلم القادم من أزمات، وهل آن الأوان ان نسارع إلى ما يحمينا من أى تقلبات أو مفاجآت أو صراعات سياسية أو اقتصادية أو مناخية أو وبائية، وأول وأبسط الطرق أن نستعين بالعلم والعلماء الحقيقيين فلدينا بالمعهد القومى للبحوث ما يزيد على 14 تخصصا من أندر التخصصات ومثلهما بمعهد البحوث الزراعية ومعهد البحوث الصحراوية، وبالأمس أعلنت أسماء الفائزين بجوائز الدولة وبالجوائز التقديرية والتفوق للرواد وللمرأة .. كيف نستثمر هذا التفوق والإنجازات العلمية ونستخدمها فى معالجة ما طرأ على الأرض من تحولات سلبية ولنعالج ما حدث من تجريف للتربة والبناء فوق أخصبها ودخولنا تحت خطوط الفقر المائى واللجوء إلى زراعة الصحراء المكلفه مئات أضعاف ما كانت تتطلبه زراعة أراضى الوادى الخصب والتى لا يعوضها إنتاج الفواكه والموالح والخضراوات!!

> وأذكر بما أشارت اليه المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمى عن مصر بالتحديد كأكبر  مستورد للقمح فى العالم وبما يجعل تعظيم الانتاج الذاتى لمحاصيلنا الإستراتيجية ضرورة حياة ومسئولية قومية تتقدم جميع المسئوليات والأولويات، وقد طمأننى ان تجد تساؤلاتى التى طرحتها فى مقال الأسبوع الماضى عن أمننا الغذائى اجابة مهمة من .د. شيرين على زكى وكيل النقابة العامة للأطباء البيطريين ورئيس لجنة سلامة الغذاء بالنقابة تؤكد وجود إجراءات مشددة تقوم بها اللجنة على مستوى جميع المحافظات لمتابعة سلامة وتنمية الثروة الحيوانية ـ كذلك واستكمالا لتساؤلات الأسبوع الماضى عن كيف تقوم هيئة سلامة الغذاء بدورها فى الرقابة وصناعة الوعى الجماهيرى كتبت أ. هويدا ابوالعلا الحاصلة على درجتها العلمية فى الحبة المباركة كما تطلق على حبة الشعير تطلب انتباه الهيئة الى مدى أمن وسلامة ما يضاف للدقيق فى بعض المطاحن. إن تطوير انتاج رغيف الخبز يجب الا يكتفى بالاوزان المرجو سلامة تحقيقها وبالعدالة وبالإتقان المطلوب وأيضا ضرورة توافر  السلامة والأمن الغذائى والصحى والاقتصادى الذى يجب ان يتوافر لانتاج مكونات  رغيف العيش، خاصة بإضافة الشعير الذى رغم كل الأزمات التى يمر بها رغيف العيش  وأسعار الغذاء لم يتحقق حتى الآن.

> أما الدرس الثانى فيأتى من بورسعيد التى نشأت وعشت سنوات طويلة فيها وعشقت ما تتميز به المدينة وأبناؤها من حضارة وثقافة وحب للفنون والإبداع وما ورثوه من تاريخ النضال والمقاومة الباسلة لآبائهم واجدادهم فى حفر قناة السويس وفى هزيمة عدوان 1956 وفى جميع حلقات نضالنا وانتصاراتنا  وتألمت معهم بما عانته المدينة نتيجة تغير السياسات والقوانين التى طبقت عليهم، وما جاء المدينة من غرباء طامعين فى استثمار موقعها الفريد وامكاناتها كمدينة من أعظم مدن البحر المتوسط ودون مبالاة بطمس وتشويه معالمها الحضارية والجمالية والثقافية وطرزها العمرانية التى تمتزج فيها مكونات الشرق والغرب، وما بين عظمة الماضى وتغير وتخبط السياسات وتوحش ديناصورات المال عانى أبناء المدينة تناقضات وتغيرات ولكن أبدا لم تستطع أن تطمس جذورهم وملامحهم الحضارية وتوقعت عندما سمعت عن مسلسل اختار  بورسعيد لتدور فيها أحداثه ان يستلهم آثار هذه التحولات والصراع ما بين الأصيل والغريب فى ابنائها، ولكن أبدا لم أتوقع هذه النماذج المشوهة للعنف وقاموس الكلمات والعبارات الغريبة  وكلها يمكن ان تحدث فى أيام العنف والقسوة التى تشهدها الدنيا فى كل مكان إلا فى أرض تطهرت وتعطرت بأرواح ودماء الشهداء وتشبع أبناؤها بمبادئ العزة والكرامة وكل ما يقدم مادة لصراع درامى رائع لمسلسل مختلف ... وسلام على مدينة النضال والأبطال والانتصارات التى مازالت تنتظر مسلسلا يستلهم تاريخها العظيم وعجائب ومدهشات ما قام به نساؤها ورجالها وشبابها وشيوخها وأطفالها فى جميع حلقات نضال بلادهم واحتمال سنوات طويلة من التهجير، وما سقط من مئات الآلاف من الشهداء فى اكبر عمليه للسخرة فى حفر قناة السويس وآلاف الشهداء والجرحى  فى مقاومة عدوان  1956، وما دمر واحرق من أحيائها بالكامل تحت القصف الجوى لغارات المعتدين ومع ذلك ومع عظيم المقاومة لم يتوقفوا عن الغناء للبحر والسمسمية .

> ومن بورسعيد أيضا وبالإنابة عن مجموعة من سيداتها الوطنيات تكتب أستاذة الاجتماع سعاد رشاد عن ضرورة تطوير أداء منظومة الشكاوى بالمحافظة للمسارعة بالاستجابة لما يطلبه المواطنون، وهو ما يتفق مع توجيهات الرئيس الأسبوع الماضى لرفع أداء هذه المنظومة فى جميع المحافظات.


لمزيد من مقالات سكينة فؤاد

رابط دائم: