رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

القوة الناعمة.. الاختيار3 نموذجا

تُعد الدراما من أهم القوى الناعمة فى أى مجتمع ، فلها القدرة على التأثير وعكس الواقع وتقديمه، وأيضا خلق الواقع المأمول من خلال توعية الجماهير وتوسيع مداركهم، وتقديم وجبة متكاملة لهم تجمع بين الترفيه والتثقيف والتوعية، وتأتى الدراما الوطنية لتقوم بدور أساسى فى تحقيق التوعية السياسية والأمنية التى يفتقدها البعض، فهى بمثابة المرآة التى من خلالها يتعرف الجمهور على التاريخ السياسى لوطنه وتضحيات جنوده وجهود أجهزة دولته لحماية الوطن من محاولات الأعداء لجعله هشًا يسهل كسره وتحطيمه.

وعلى مدار السنين ارتبط الجمهور بمشاهدة الدراما الوطنية فى شهر رمضان الكريم، حيث ازدهرت هذه النوعية من الدراما فى الثمانينيات والتسعينيات، ولكن تقلص الإنتاج فى الألفينات إلى أن عاد منذ أعوام قليلة وظهرت سلسلة من الأعمال الوطنية الجديدة التى تحترم عقل المشاهد وتربطه بوطنه وتحافظ على هويته، وقد كان لمسلسل الاختيار المكانة الأكبر فى ذلك، فعلى مدار ثلاث سنوات حرصت الدولة على إنتاج هذا العمل الفنى الدرامى الضخم، واختارت عناصره بدقة شديدة مع مخرج متميز ومبدع وهو بيتر ميمى، وكان الجزء الأول حول ملحمة البرث التى وقعت عام 2017م، متناولًا قصة حياة الشهيد أحمد المنسى وقام ببطولة العمل الفنان أمير كرارة، والجزء الثانى تناول بطولات رجال الشرطة فى الفترة التى أعقبت ثورة 25 يناير لمواجهة الإرهاب، وفض اعتصام رابعه وأحداث كرداسة، وكان من بطولة كل من كريم عبد العزيز، وأحمد مكى، أما الجزء الثالث الذى يعرض حاليًا على شاشة القنوات فيتناول فترة حكم الإخوان لمصر بعد ثورة 25 يناير، وتولى سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى منصب وزير الدفاع، والتحديات التى كان يواجهها من أجل الحفاظ على الوطن، والعبور به من فترة حكم الإخوان إلى حكم مستقل آمن يحمى المواطنين.

وبمشاركة أربعة أبطال من كبار نجوم الدراما المصرية ياسر جلال وأحمد عز، وأحمد السقا وكريم عبد العزيزأصبح الجزء الثالث أكثر تميزًا، وكعادة مسلسل الاختيار البراعة فى التصوير والحوار المتميز ذو الدلالة الذى يحمل الكثير من مقومات الحماس والشجاعة ممايجعله منافسًا قويًا للدراما الوطنية التى تعرض من حين لآخر ومنافسًا للأعمال الدرامية الأخرى التى تذاع فى رمضان.

وانفرد هذا العمل بالجرأة فى تجسيد شخصية سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى وعائلته مما يشير إلى المناخ الديمقراطى الذى نعيشه حاليًا، واهتمام سيادته بنشر الحقيقة وتقديمها للجمهور، فقد أشار سيادته فى أكثر من مناسبة إلى أهمية دور الإعلام وصناع الدراما تحديدًا فى رفع وعى المواطنين الأمنى والسياسى والقضاء على الأمية السياسية، وإيصال ما تقوم به الدولة ومؤسساتها من أجل مصلحة المواطن، واستطاع الفنان ياسر جلال فى الحلقات التى عرضت حتى الآن جذب انتباه الجماهير وإثارة إعجابهم، فالتشابه بينه وبين سيادة الرئيس لم يتحقق من خلال الماكياج والملابس فقط، بل فى الأداء الحركى واللغوى، وحتى نبرة الصوت فقد درس جلال شخصية الرئيس بحرفية شديدة، واستطاع أن يوظف أدواته جيدًا فلا تشعر بأنه يمثل فتجد التلقائية عنوان إبداعه، فقد تفوق على ذاته، وجعل المشاهدين ينفصلون عن واقعهم ويتوحدون معه وما يقدم لهم ويعيشون داخل أحداث المسلسل وشخصياته باهتمام شديد، وفى كل حلقة يتضح الكثير والكثيرمما كان مخفيًا وغير معلن فى تسجيلات ووقائع تثبت أن مجتمعنا كان عُرضة للضياع ، وقد حماه الله أولًا وجيشه ثانيًا وإيمان شعبه بقوة وبسالة أجهزة دولته ثالثًا.

إظهار التلاحم القوى بين أجهزة الدولة جميعها من وزارة الدفاع ووزارة الداخلية وجهاز المخابرات العامة هو الهدف الذى يسعى صناع العمل إلى إبرازه، فقد تلاحمت هذه الأجهزة فى الواقع لحماية الوطن من فصيل سياسى إرهابى أخذ على عاتقه تدمير هذا الوطن وخلخلته، كما جسد كل فنان دوره بحرفية شديدة فهناك كيمياء فى العمل بينهم تشعر معهم بأنهم أسرة واحدة، أيضا يُظهر العمل من حين لآخر فى مشاهده العلاقة المتحضرة بين ضباط هذه الأجهزة وزوجاتهم وعائلاتهم، فهم جنود الوطن الذين شربوا من مياه النيل وتعلموا احترام الغير والمرأة والتضحية من أجل الوطن.

وعلى مدار الحلقات التى عرضت حتى الآن اهتم الجمهور بمشاهدة العمل ومشاركة معلومات عنه عبر مواقع التواصل الاجتماعى وترديد بعض الجمل التى قالها أبطال العمل ومنها على لسان ياسر جلال فى تجسيده لشخصية الرئيس عبد الفتاح السيسى وحديثه لجنود وضباط القوات المسلحة قائلًا خلى بالكم لازم نكون جاهزين إننا نتصدى لأى حد يحاول يهدد مصر أو المصريين... ولو الأمر تطلب تضحية هنكون إحنا الأول قبل أى مصرى هو ده واجبنا.

وفى حديثه للمُرشد: إحنا مش عايزين البلد تنهار أو تضيع وده من أدبيات القوات المسلحة من زمان...الجيش لازم يكون جيش وطنى وبس.

هذه الجمل والعبارات نطق بها وتحدث عنها سيادة الرئيس وكان المسلسل الأداة التى تنقل هذا للأجيال الصغيرة والفئات التى قد يكون لديها وعى بسيط ، مما يساعد على ربطهم بواقعهم أكثر والوعى ببطولات جيشنا التى لا يستطيع أى فصيل أو تنظيم الوقوف أمامها .

وخلال الحلقات القادمة سنتعرف أكثر على المشهد السياسى وما كان خافيًا عنا. .لتصبح الصورة أكثر وضوحا ودقة بعدما شابها الكثير من التشويش والمعلومات المغلوطة بيد فصائل وجماعات بعينها لم ترد لمصر الخير والأمن والسلام.


لمزيد من مقالات د.نسرين عبد العزيز

رابط دائم: