رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
من ينقذ لبنان؟

من كان يصدق أن يعيش لبنان هذه الظروف الصعبة وأن يواجه الشعب اللبنانى هذه الأزمات فى كل شيء.. بنوك بلا أرصدة ومحلات بلا طعام وفى النهاية يعلن المسئولون فى الدولة الإفلاس ويبحثون عن حلول ما بين أموال الناس وما بقى من أرصدة المسئولين.. من كان يصدق أن لبنان بشعبه وخيراته وموارده لا يوجد لديه من القمح إلا ما يكفى أياما قليلة.. كانت السياحة فى لبنان تجعل منه وطنا مكتفيا غنيا وكان الشعب اللبنانى الذى ينتشر فى أرجاء الكون يرسل الملايين من العملات الصعبة وكانت الليرة اللبنانية تنافس الدولار وكل العملات الدولية.. وكان لبنان أجمل بلد فى خريطة العالم العربى تقدما وثقافة ووعيا كل مكان فى لبنان يشع بالحضارة، الغناء، والفنون، والمطابع، ودور النشر، والجامعات ونخبه من كبار المبدعين والمفكرين وأهل السياسة.. وكانت جبال لبنان قطعة من الجمال والتفرد وكان المواطن اللبنانى من أكثر الشعوب العربية تحضراً ووعيا وخرجت من لبنان أصوات عاش عليها الوجدان العربى أجمل سنوات ازدهاره.. وكانت الشعوب العربية تتجه دائما إلى لبنان لتجد هواء نقيا وحياة أكثر إنسانية وكرامة.. كلما شاهدت ما أصاب لبنان وكيف تخلى عنه الجميع حتى بعض أبنائه، تساءلت أين عقلاء لبنان أين الساسة وأصحاب الفكر والمبدعون ورجال الأعمال.. إن فى لبنان نخبة من أفضل رجال الأعمال فى العالم العربى فهل عجز هؤلاء عن إنقاذ الاقتصاد اللبنانى من هذه الأزمة وقبل ذلك كله أين العالم العربى فى هذه المحنة.. لقد دخلت العلاقات العربية اللبنانية مرحلة صعبة خاصة دول الخليج وكانت من أهم مصادر السياحة وتراجعت أمام تجاوزات كان من الممكن ألا تكون سببا فى القطيعة.. إن مسئولية إنقاذ لبنان تقع على أطراف عديدة وهى تبدأ من الشعب اللبنانى نفسه والمغتربين اللبنانيين فى الخارج والأشقاء العرب والنخبة السياسية التى لم تقدر المسئولية وتخلت عن لبنان فى هذه الظروف الصعبة.. إن لبنان أمام ظروفه الصعبة يمكن أن يواجه تحديات أكبر خاصة إذا تحولت أزماته الاقتصادية إلى ناقوس خطر فى الأمن والاستقرار وضرورات الحياة.. ولبنان كما نعلم لديه عوامل انشقاق يمكن أن تعيد صور تاريخ من الصراعات نتمنى ألا يعود..

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: