رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمات حرة
روسيا و أمريكا «1»!

من أبرز المفكرين السياسيين والمؤرخين فى الفكر العالمى الحديث ، المفكر والمؤرخ الفرنسى ألكسيس دو توكفيل، الذى عاش فى فرنسا فى النصف الأول من القرن التاسع عشر(1805ــ 1859).

وعندما كنا ندرس مادة النظرية السياسية فى جامعة القاهرة على يد أستاذنا الكبير الراحل د. حامد ربيع لفت نظرنا إلى عظمة هذا المفكر من خلال نبوءته المبكرة المدهشة التى كتبها فى كتاب له بعنوان: الديمقراطية فى أمريكا, نشر فى عام 1835 (أى منذ حوالى 190 عاما) وقال فيه: فى الوقت الحالى، توجد أمتان كبريان فى العالم، اللتان يبدو أنهما تتجهان لنفس الغاية، ولو أنهما بدأتا من نقطتين مختلفتين: وأشير هنا إلى الروس والأمريكيين. إننى أستذكر الآن تلك العبارة الثاقبة وانا أراقب ــ مثل ملايين البشر ــ الصراع الجارى بين روسيا والولايات المتحدة، حول المسألة الأوكرانية . إنه صراع وتنافس مستمر، ولو لم يكن هناك غزو روسى لأوكرانيا، لكنا سنجد موضوعا آخر للتنافس والصراع. إنه تنافس قبل الحقبة الشيوعية فى روسيا، وبعدها، أى أنه ليس مرتبطا بها. والحقيقة أننى كمنشغل بالشأن السياسى والثقافى طوال عمرى، كنت دائما أشعر بالإكبار لروسيا والتعاطف معها، ولكن هذا لم ينل من إعجابى بنواح رائعة فى النموذج الأمريكى لا يمكن إنكارها. إن روسيا أمة قديمة، عريقة، وقد زرتها فى الحقبة الشيوعية وبعدها. وروسيا عندى ترتبط بموسيقى تشايكوفسكى، وأدب تولستوى، وباليه البولشوى .. وترتبط قبل ذلك وبعده بموقفها الكريم من بلدى فى بناء السد العالى، والتصنيع، وبالسلاح الذى حاربنا به فى حرب أكتوبر ...وبالخبراء الروس الذين ساعدونا فى حماية سماء بلدنا ضد الطيران الإسرائيلى بعد 1967. أما الولايات المتحدة فإن لفظ أمة يطلق عليها مجازا ، فهى بلد المهاجرين الذين وفدوا إليها من كل بلاد الدنيا ليقيموا عالما جديدا شعاره المقدس هو الحرية، والذى لا يزال يفتح أبوابه لهجرة من يريد إليها. فأقاموا ــ على قارة واسعة وخصبة وغنية ــ أقوى دولة عسكريا واقتصاديا وثقافيا فى العالم ، يشكل نحو 24% من حجم الناتج الاقتصادى العالمى، وانفاقها العسكرى يصل إلى مايبلغ 50% من الإنفاق العسكرى العالمى . ومثلما قدم الروس سلاحهم لنا قدم ألأمريكيون معونتهم الهائلة منذ توقيع إتفاقية السلام مع إسرئيل عام 1978. وللحديث بقية.

Osama [email protected]
لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب

رابط دائم: