ملفات دسمة على مائدة الوضع الراهن بالساحة العالمية تبعثرت أوراقها فى صراع المسألة الأوكرانية، فعن بعد يبدو مشهدا تتسارع خطواته سيظهر جليا فى القريب العاجل! المشهد يجسم صورتى الطاقة إحداهما، وفى الصورة الثانية مستقبل الغذاء بالعالم، وما يتعلق بشئون الطاقة لا علاقة له بخسائرها الاولية من تحريك للتسعير عالمياً، بل فى نقص الإمدادات المتوقعة التى ستضر بمصالح الكثير من الدول، وعلى أثرها ستغلق مصانع أبوابها بعد تسريح أعداد هائلة من الأيدى العاملة! فالمشهد لم يستلهم من الأساطير ولا من رواية بلغنى أيها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد، بل من أرض الواقع الذى يتشكل بموجبه فريقان، أحدهما وأتباعه يكيلون كيلاً بطرد الدبلوماسيين، والفريق الآخر وأعوانه يُملون شروطهم للإمداد بمنتجات الطاقة، هناك فريق ثالث وراء الكواليس يكتفى بمشاهدة التسخين والإحماء للفريقين المتنافسين، ومنتظر أن تقفز الدول الأعضاء به إلى أرض الملعب عند صفارة البداية! ولحين موعد البدء الذى يصنف نهائيا، سيبدو المال عزيزاً لانتشار البطالة فى الدول الغنية، أما الدول الفقيرة وغير الزراعية فقد يخرج عليها وحش المجاعة ويلتهم فى طريقه من الآدميين أعداداً لا حصر لها! فى ظل تلك الأجواء المشحونة التى خوت بسببها أرفف المتاجر، وتضاعفت معها أسعار المنتجات عالميا، تجد رئيسنا السيسى يهل مخاطباً أهل المحروسة قبل بدء صيام شهر رمضان، الذى يتخلل أوسطه إفطار الصوم الأربعينى المقدس عند الأقباط، وهما مناسبتان تشهدان إقبالاً كثيفاً ومعتاداً بالشراء، ليؤكد للجميع وفرة المعروض من السلع والمنتجات الغذائية، ويوجه بمظلة سعرية مناسبة بضمان معارض منتشرة ومتنوعة فى ربوع الجمهورية. ذلك أمر مؤكد لا يحتاج براهين لأنه يقين بإدارة تتقن التدبير فى سبيل الحماية الاجتماعية.
لمزيد من مقالات ياسر مهران رابط دائم: