الرقابة الذاتية أساس ومحصلة فهى أساس ومحدد لسلوك أى فرد او مجتمع ومنظومة، ومحصلة لكثير من الأسس التى قد يرى البعض أنها صغيرة أو تافهة او تجاوزها العصر والزمن وغيرها من المصطلحات التى تتردد من أجل ترسيخ ثقافة الانفلات تحت بنود ومسميات كثيرة. العملية الرقابية ليست كبتا للذات أو قهرها بل هى ترويض لها لأن الانغماس اللا واعى فى اى شيء نتائجه كارثية، فترسيخ الرقابة الذاتية وثقافتها هو الأنجز والأنجح للفرد والمجتمع، لذلك فإن ترسيخ هذه الثقافة او هدمها هو من العوامل الحاسمة فى تحديد مستقبل ليس المجتمعات بل الدول وهو الأمر الذى يحتاج بناؤه الى الكثير وتشترك فيها عوامل اكثر بصورة تفاعلية وتراكمية تكون محصلتها وجود محددات فى أى سلوك تراعى المصلحة الخاصة والعامة ضمن منظومة قيمية لهذا المجتمع أو ذاك وهو ما يسهل ويخفف الكثير من الأعباء عن كل الأجهزة الرقابية الرسمية.
اقول ذلك ونحن نرى ونعايش بعض السلوكيات من جانب البعض لاستغلال الأزمات ورفع الأسعار بطريقة مبالغ فيها لتحقيق أرباح خيالية وهو ما يعكس غياب الضمير والرقابة الذاتية, ولذلك تبرز أهمية الرقابة الذاتية مع رقابة المؤسسات لضبط السلوكيات وتحجيم الانحرافات وهو ما يحافظ على توازن المجتمع ويشكل رادعا لأى سلوكيات منحرفة تضر بالمجتمع.
لمزيد من مقالات محمد الأنور رابط دائم: