رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

جرة قلم
الكتلة الثالثة

تتأكد يوما بعد يوم حاجة عالمنا المضطرب هذا إلى طريق ثالث وسط حالة الاستقطاب، التى زادت حدتها بسبب الحرب الدائرة الآن ما بين الغرب ممثلا فى الولايات المتحدة وحلفائها، والشرق ممثلا فى روسيا وحلفائها، والرغبة فى إيجاد هذا الطريق هى التى دفعت مصر والهند ويوجوسلافيا وسط حالة استقطاب مماثلة عمت أواسط القرن الماضى، إلى إعلان قيام حركة عدم الانحياز التى ساهمت بشكل فعال فى إستقلال دول العالم الثالث عن نفوذ أى من القطبين الكبيرين، ووضع أعضاء الحركة على الخريطة الدولية كقوة تؤخذ فى الحسبان. أقول ذلك بمناسبة التصويت الذى جرى أمس الأول فى الأمم المتحدة على القرار الأمريكى الداعى لتعليق عضوية روسيا فى مجلس حقوق الإنسان لانتهاكها تلك الحقوق فى حربها ضد أوكرانيا، وهو ما يستدعى بقوة السؤال عما جرى مع من إنتهكوا نفس الحقوق أثناء غزو العراق، ومن مازالوا ينتهكونها فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، ومن السخرية أن رأينا كلا منهما يصوت بلا تردد لصالح القرار الذى يدين روسيا لما لم تسلم منه إيديهما. على أن أهم ما أسفر عنه التصويت الذى جرى على ذلك القرار هو بروز كتلة ثالثة ما بين روسيا والولايات المتحدة رفضت أن تنصاع لضغوط أى منهما، وامتنعت عن المشاركة فى التصويت، وإذا نظرنا إلى تلك الكتلة نجد فى مقدمتها مصر، التى أوضح بيان مندوبها فى المنظمة الدولية أن سبب عدم المشاركة هو رفض مصر تسييس مبادىء حقوق الإنسان. إن هذا الرفض الناتج عن الاستقطاب الحاد بين الشرق والغرب هو ما تقوم عليه فلسفة عدم الانحياز التى تصور البعض أنها لم تعد ملائمة لحقائق العصر الحالى.

لقد شاركت مصر والهند فى موقفهما ٥٨ دولة رفضت هى الأخرى المشاركة فى التصويت، كان من بينها دول عربية وإفريقية ودول من أمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى ٢٦ دولة أخرى صوتت ضد القرار كان من بينها الصين والدول الحليفة لروسيا. إن الوضع السياسى الحالى فى العالم يصرخ بالحاجة إلى كتلة ثالثة قوية تزيل حدة الاستقطاب الثنائى الذى تفجر أخيرا فى الحرب الروسية الأوكرانية.

[email protected]
لمزيد من مقالات محمد سلماوى

رابط دائم: