رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الربيع الذى اختفى!

جاء متأخرا.. ولم يمكث إلا قليلا... ولن يأتى فى السنوات المقبلة لو استمر تدمير البيئة والحاق الاذى بالمناخ... أنه الربيع الذى فقد ملامحه هذا العام... فلا السماء صفت.. ولا النسمات الرقيقة هلت... وإذا لم تسارع البشرية إلى وضع حد لتغير المناخ، فإن نهاية العالم ليست بعيدة.. وقد حذر «أدريان بريى».. مؤلف كتاب «العالم سنة 2500» من أن الربيع سيختفى، قائلا: نحن مقبلون على عصر جليد جديد... ومن الضرورى أن نؤسس من اليوم التكنولوجيا اللازمة لتجنب تلك الكارثة... وذكر أن هناك مؤشرين مهمين يؤكدان صدق توقعاته... الأول الحسابات الفلكية... والثانى الإنسان، عندما قام بالقضاء على الغابات فى المناطق الشمالية...قبل هذا التحذير توالت الدراسات والتقارير الصحفية فى ستينيات القرن الماضى حول هذا الحظر الجامح... فقد نشرت نيويورك تايمز فى أغسطس 1975 موضوعا بعنوان «نحن مقبلون على عصر جليد جديد».. ونشرت مجلة العلم مقالا بعنوان «الخطر يهدد الكرة الأرضية »... ونشرت مجلة الحياة البرية تقريرا جاء فيه أن علماء الأرصاد اجمعوا على أن العالم سيواجه عصرا جليديا جديدا... مع احتمال نشوب الحرب النووية... واحتمال حدوث نقص فى الإنتاج الزراعى... فإننا مقبلون حتما على مستقبل معتم. إذن لم يكن الشتاء الطويل الذى عشناه هذا العام مفاجأة..وأيضا لن يكون غريبا أن يأتى الصيف شديد الحرارة بعد أن وصلت درجة الحرارة بالعام الماضى إلى أكثر من 40 درجة فى كندا التى لم يكن الصيف يزورها إلا نادرا... وبعد أن اجتاحت استراليا السنوات الماضية موجات حر غير مسبوقة... وبعد أن بدأ الناس فى الدنمارك يبحثون عن مكيفات الهواء... لقد تغير المناخ، كما حذر العلماء... واختفى الربيع والخريف.. وأصبح لدينا شتاء قارص البرودة... وصيف شديد الحرارة.. وإذا لم تضع الحكومات والدول الكبرى قضية المناخ على قمة أولوياتها... أو إذا احالتها إلى الأجيال المقبلة، بحجة أنها تواجه فى الوقت الحالى أزمة اقتصادية طاحنة، فإنها بذلك ترتكب خطأ فادحا لإنه لن يكون على كوكب الأرض أجيال مقبلة... فالبشر سيختفون أيضا كما اختفى الربيع!.


لمزيد من مقالات عايدة رزق

رابط دائم: