وعى المواطن وتجاوز الأزمة

نتفق جميعًا على أن هناك حاليًا أزمة اقتصادية طاحنة تجتاح العالم كله الآن بسبب تداعيات الحرب فى أوكرانيا. ونعرف أننا ــ ولا شك ــ متأثرون كغيرنا بتلك الأزمة لأننا جزء من هذا العالم ونتأثر بما يتأثر. ومن الحقائق الواضحة ولا تحتاج إلى برهان أن الحكومة عندنا باتت تسابق الزمن، ولا تدخر جهدًا للتعامل مع الأزمة، وتخفيف آثارها على الأصعدة كافة، اقتصاديًا واجتماعيا وغذائيًا، وبشكل خاص عن المواطن البسيط الذى لا ذنب له ولا جريرة فى حرب بعيدة عنه لا ناقة له فيها ولا جمل. ولا يترك الرئيس عبدالفتاح السيسى مناسبة أو حديثا أو خطابا إلى الأمة المصرية، إلا ويشدد فيها على أن الدولة لن تسمح أبدا بوقوع اى ضرر على المواطنين جراء الأزمة مهما كان حجم التضحية والإنفاق فى هذا الصدد. وقد تابعنا بالفعل حزمة الإجراءات العاجلة على الأصعدة المصرفية والاقتصادية والاجتماعية التى بدأ تطبيقها بالفعل خلال الأيام القليلة الماضية، والتى خففت من حدة أسعار المواد الغذائية العالمية. وبالتأكيد أن وعى المواطن وإدراكه ما يدور حوله سوف يساعدانه على فهم الأمور بالوضوح التام، ومن ثم التعامل مع الواقع بسهولة. ومن طبائع الأشياء أننا نكون أحوج ما نكون إلى التكاتف والتعاون والتضامن فيما بيننا فى أوقات الأزمات أكثر من الأوقات العادية. ومن بين أشكال وصور التعاون - على سبيل المثال - عدم التزاحم على شراء وتخزين المواد الغذائية بلا أى داعٍ. إن هذا التخزين يؤدى إلى عاقبتين وخيمتين، أولاهما إثارة نوع من الخوف الكاذب بين الناس، مع أننا فى مصر لدينا مخزون إستراتيچى من الغذاء يكفينا أشهرا كثيرة. وثانيتها هى أن هذا التكالب غير المبرر على السلع سوف يشجع التجار الجشعين ضعاف الأنفس والضمائر على مضاعفة الأسعار بدون وجه حق.