الأزمات لا تكشف معادن الرجال ومواقفهم فقط بل جميع من فى بؤرتها فردية كانت أم مجتمعية أو عالمية، المحصلة هى أنها اختبار قاس للجميع ولايخرج منه أو يتجاوزه إلا من امتلك القوة الشاملة. تاريخ الإنسانية هو تاريخ الأزمات التى تركت بصماتها على الأفراد والدول، والأمر المؤكد أن التحسب والتأهب والاعتماد على الذات أسس النجاة. للأزمات دائما ضحايا، فنرى ونقرأ عن عائلات اندثرت ومجتمعات تحللت ودول تفككت، والآن العالم فى أزمة ستطول بعد صمت المدافع فى أوكرانيا وتترك أثرها على مجمل التوازنات والعلاقات والتحالفات وستنعكس بالطبع على الأطراف المباشرة فيها وغير المباشرة بل قد يكون تأثر طرف غير مشارك أو فاعل أفدح وخسائره أكثر، وهو ما نراه الآن نتيجة السياسات المختلة وغياب أدنى رؤية من قبل بعض الدول التى دفعت وستدفع شعوبها الفاتورة.
وفى مصر لنتصور ما كان يمكن أن يحدث لو لم تتخذ القيادة السياسية بتوفيق من الله الكثير من الخطوات الجبارة على الأصعدة كافة ولست هنا بصدد إحصاء المشروعات وما حصنته، نعم هناك معاناة من تبعات كورونا والحرب فى أوروبا والسياسات المختلة خلال العقود الماضية. تلك المعاناة تعود لاسباب هيكلية واختلالات فى البنى عملت وتعمل الدولة على إعادة صياغتها بما يحصن المواطن والوطن. وهنا نتحدث عن جميع المصريين الذين تعمل القيادة السياسية بعد ثورة 30 يونيو على توفير الحياة الكريمة لهم, فى ظل الأزمات العاتية إقليميا ودوليا، حيث يتم التعامل معها بالعمل والحزم خارجيا والضرب بيد قوية داخليا ضد تجار الأزمات.
لمزيد من مقالات محمد الأنور رابط دائم: