رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
عدوى.. الزمن!

فى حوار عبقرى بفيلم «أمير الانتقام» «إنتاج 1950»، يقول البطل حسن الهلالى «أنور وجدى»: «أعدائى اتنين الزمن والمسافة ولسه مهزمونيش». والشاهد أن البشر استطاعوا بفضل العلم والتكنولوجيا ترويض المسافة، أى الجغرافيا، لكنهم لم ينجحوا حتى الآن فى هزيمة الزمن ذلك السيف المسلط على حاضرهم ومستقبلهم وأحلامهم.

يسابق الإنسان الزمن. يلهث لإنجاز عمله بلمح البصر. يتمنى انقضاء الوقت سريعا إذا تعرض لمشكلة أو كارثة، لكنه يترجى الزمن أن يتمهل أو يتوقف كى يستمتع بلحظة سعيدة يعيشها «قول للزمان ارجع يا زمان». الدول كالأفراد، الزمن شديد الوطأة عليها. أزمة أوكرانيا جعلت الجميع يخشى المستقبل. روسيا فى عين العاصفة. كلما طال أمد الحرب زادت خسائرها على جبهات القتال وتراجع اقتصادها وتململ شعبها. اعتقد الروس أن الاجتياح نزهة قصيرة لكن الزمن عاندهم.

أوكرانيا تنتظر المجهول. رغم المقاومة والدعم الغربى، تشعر أنها فى مهب الريح، يمكن أن تختفى كدولة خلال أيام. إطالة أمد الحرب لصالحها مؤقتا، لكن ذلك لا يعنى أن الزمن صديقها. وحده بوتين من يقرر نهاية الحرب أو تواصلها. الزمن ليس مع أمريكا أيضا. نجحت بتشكيل تحالف غربى متماسك، لكن هذا التحالف رهن التطورات المقبلة. التأثيرات العكسية للعقوبات ضد روسيا بدأت تظهر. ارتفاع قياسى بأسعار السلع الغذائية بأوروبا. الضغوط الأمريكية المطالبة أوروبا بوقف استيراد الغاز الروسى مصحوبة بمخاوف من قطع موسكو هذه الامدادات، تجعل القادم مقلقا وربما مخيفا لأوروبا. إدارة بايدن ستواجه انتخابات التجديد النصفى للكونجرس نوفمبر المقبل، ومع ارتفاع أسعار كل شىء وتراجع الثقة بالإدارة، فإن التوقعات بهزيمة كبيرة مرجحة.

على ضفة العالم الأخرى.. ضفة الفقراء، يستوطن الخوف من الزمن. لم تكد دول كثيرة تبرأ من مأساة كورونا، حتى اكتوت بنيران حرب أوكرانيا. لم تعد الشعوب تتحمل الزيادات اليومية بالأسعار. الفزع من القادم يشل حركتهم. مواردهم ضئيلة واعتمادهم على الغير يزيد من أزماتهم، ومن توجسهم من الزمن.

لم تعد الحكمة القديمة: «الزمن يداوى كل الجروح» صالحة دائما. لابد من طبيب يعالج الجروح، وإلا ستتفاقم وتصبح نزيفا لا يندمل.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام

رابط دائم: