تعد إحدى التوصيات الرئيسية التي صدرت عن النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم في شرم الشيخ تلك المتعلقة بالدعوة لتوحيد الجهود الأممية لحشد التمويل لإعادة الإعمار. وهو ما يرتبط بتصريح الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال جلسة «المسئولية الدولية في إعادة إعمار مناطق بعد الصراعات» بأنه يجب توقف النزاعات بالدول حتى يتم المساهمة في التسوية بين الأطراف المتنازعة وإعادة الإعمار، لاسيما أن إعادة الإعمار بالتزامن مع استمرار النزاع يحمل تكلفة كبيرة، لدرجة أن بعض الكتابات أطلقت عليها «فخ النزاعات» خاصة أن دولا عربية مثل ليبيا واليمن وسوريا والعراق و«قطاع غزة» تتأخر فيها التنمية بل تحتاج إلى إعادة بناء الدولة بمؤسساتها وممارستها على أسس جديدة ورشيدة، قائمة على الاحتواء والمشاركة، بما يضمن إدارة عملية إعادة الإعمار بشفافية وكفاءة.
وتعمل مصر في عدة مسارات لتحقيق نموذج التسوية لمروحة الصراعات في ليبيا واليمن وسوريا التي ورثت الاحتجاجات الشعبية منذ انطلاقها قبل أكثر من عقد (2011-2021)، ومنها حث جميع الأطراف المتنازعة في هذه الدولة العربية أو تلك على التسوية السلمية المستقرة التي لا يتم تجاوزها بعد فترة زمنية من وقف إطلاق النار، والنقاش المستفيض بشأن قضايا «اليوم التالي» التي ترتبط بخريطة الطريق التي تدار وفقا لها البلاد بحيث تجرى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ويُكتب الدستور، ومساعدة المؤسسات السياسية والأمنية والعسكرية المصرية في بناء قدرات الدول «المتعثرة»، ودعوة القوى الإقليمية والمؤسسات التمويلية الدولية لزيادة الدعم المالي لملفات إعادة الإعمار وإنهاء جميع المراحل المتبقية من ملف إعادة إعمار غزة، وزيادة الدعم الموجه لوكالة الأونروا.
فمصر تعمل على تسوية الصراع وإعادة الأعمار على امتداد بؤر النزاعات كمدخل لتحقيق الاستقرار الإقليمي الذي يرتبط بالاستقرار الداخلي بل إن الأخير كان معرضا للاهتزاز العنيف الممتد في مرحلة ما بعد سيطرة فصيل مسلح أقرب إلى الفاشية الدينية على السلطة، مدعوما من قوى إقليمية وأجهزة استخبارات دولية. غير أن وعي الجماهير المصرية ودعم المؤسسة العسكرية والعناية الإلهية هو الذي أوقف هذا المخطط. وقد كان الرئيس السيسي واضحا حينما أشار في المنتدى إلي «أن التغيير بالقوة قد يؤدي إلى خراب لا يمكن السيطرة عليه»، مضيفا أن «وضع الدول التي بها صراعات كاد يكون مصير دولة بحجم مصر. وأخيرا، عادت مصر قوية وتعمل على تثبيت التهدئة وأساليب التسوية وتحقيق السلام وترسيخ الاستقرار في الإقليم.
لمزيد من مقالات رأى الأهرام رابط دائم: