رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
أمة الاحتفاء بالراحلين!

قبل أيام، فقدنا الباحث الوطنى القدير هانئ رسلان. تبارت الأقلام، عن حق، للتعبير عن الحزن والألم لرحيله ولإيفائه بعضا مما يستحق. وبعدها، توفى المحامى والفقيه الدستورى شوقى السيد، لتنطلق شخصيات عديدة فى الثناء على تاريخه وعلمه ودوره العام. وقبل الراحلين الكبيرين، حفلت الصحافة ومواقع التواصل بالإشادة والحزن لوفاة الفنانين سمير غانم ودلال عبدالعزيز وغيرهما وغيرهما ممن فقدتهم مصر وتركوا فراغا كبيرا.

مصر إذن ولادة، وليس صحيحا أنها عقمت، أو عفا عليها الزمن وشرب. هناك آلاف وآلاف المتميزين فى كل مجال. بعضهم يعمل فى المجال العام، وبالتالى يحظى بالمعرفة، والكثير يعملون بصمت أو فى مجالات ليست تحت الضوء، فلا يعرفهم إلا المحيطون بهم. الجامع المشترك بينهم أننا لا نتذكرهم فى حياتهم. نبخل عليهم بكلمة أو تقدير أو تكريم. نعتبرهم أناسا عاديين بل إن هناك من يضع فى طريقهم العقبات والأشواك ويسفه منهم.

ثم فجأة، تأتى كلمة السر المتمثلة فى رحيل أحد من هؤلاء الذين يحملون مصر على أكتافهم وعقولهم وضمائرهم، فإذا بنا نعبر عن الصدمة والخسارة الشخصية والوطنية، فنحاول التكفير عن وزر نسياننا لهم فى حياتهم، بسرد مناقبهم وخصالهم الطيبة وتاريخهم المشرف. كثير من هؤلاء كانوا ينتظرون كلمة أو تقديرا فى حياتهم. بعضهم كان فى أشد الحاجة إليها نظرا للمعاناة التى يعيشها، لكننا فى زحمة الحياة لا نتذكر أو نعتقد أنهم معنا، فما الداعى للحديث عنهم؟. ثم إننا لا نجيد، غالبا، الاحتفاء بالأحياء بل على العكس نتعامل معهم بلامبالاة وتجاهل، مما يجعل متميزين كثيرين، إما أن يستسلموا للواقع ويتخلوا عن طموحاتهم، أو يتركوا مصر باحثين عن مناخ أفضل فى بلاد تقدر أعمالهم.

من فرط كرم البعض فى الإشادة بالراحلين والإضاءة على أعمالهم العظيمة، أشعر بالخجل لأننى لم أكن أعرف بعضهم ولا أعمالهم. الذين يعرفون يضنون علينا، ولا يسمحون لنا بمعرفة كم أن هذا البلد لديه مخزون لا ينضب من العظماء وأصحاب الإرادة والموهبة، إلا بعد الوفاة. التعامل مع النابغين فى حياتهم، أحد معايير التقدم التى نتجاهلها.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام

رابط دائم: