هوامش حرة
شوقى السيد

رحل د. شوقى السيد الفقيه الدستورى ورجل القانون وواحد من المدافعين عن الحريات وحقوقً الإنسان.. ليس فى مصر فقط ولكن فى كل العالم العربي.. كان عالماً حقيقياً ورجل قانون من طراز رفيع وقد التزم دائما فى مواقفه وكتاباته بقدسية القوانين فى حياة الناس.. ولابد أن تحرص الدولة بكل مؤسساتها على احترام العدالة وأن تنفيذ القوانين مسئولية مشتركة بين الشعب والحكومة وحين تقرر إلغاء قانون الطوارئ فى مصر كتب مشيداً بالقرار ومطالبا بتنفيذه وتوسيع دائرة الحوار ومنح المزيد من الحريات فى قضايا الرأى والتعبير.. كان دائما من المدافعين عن حرية الإنسان فى أن يكون صاحب رأى أو موقف أو قضية، وقد عرفت د. شوقى السيد إنسانا مجاملا محبا للناس والحياة وكان محاميا من طراز رفيع وكثيرا ما كان يقف مدافعا عن حقوق البسطاء وغير القادرين بلا مقابل.. ولاشك أن رحيل د. شوقى السيد خسارة كبيرة للمدافعين عن الحريات وحقوق الإنسان.. وقد خدم هذه القضايا فى كل المواقع والمسئوليات التى تولاها وفى كتاباته كان دائما حريصا على أن يكون من دعاة الحرية.. وكان مؤمنا بالتعددية فى السياسة والفكر وحرية التعبير والآراء والمواقف.. لقد فقدت ساحة المدافعين عن حقوق الإنسان فى مصر واحدا من فرسانها الكبار وخسرت مهنة المحاماة واحدا من المدافعين عن حقوق البسطاء.. وقبل هذا خسرت الحياة الدستورية واحداً من رموزها، كان صديقا عزيزاً لا يبخل عليك برأى أو مشورة بكل الأمانة والصدق والتجرد.. إن رحيل ما بقى من رموز مصر فى كل المجالات خسارة كبيرة لا تعوض خاصة تلك الأجيال العظيمة التى منحت مصر القوة والريادة.. ومع رحيل د. شوقى السيد تخسر مصر فقيها دستوريا كبيراً وعالما جليلا ورمزاً من رموز مصر وعشاق الحرية وحقوق الإنسان.. إن خسارة الرموز شيء لا يعوض خاصة اذا كانت من هذه النماذج الرفيعة فى الفكر والعلم والثقافة..

[email protected]