يمثل انعقاد القمة العالمية للمناخ فى مصر 2022 فرصة استثنائية، يمكن للدولة المصرية أن تعرض من خلالها نشاطها فى مجال البيئة واستخدامات الطاقة النظيفة، وفرصة لإظهار صورة مصر الحديثة وجهودها فى تنفيذ إستراتيجية التنمية المستدامة 2030. علاوة على ذلك فإنها فرصة لإظهار الوجه الثقافى والحضارى لمصر فى اتساق بين ماضيها، وحاضرها، ومستقبلها، لأن هناك تعاليم تخص البيئة والمناخ تضمنتها توصيات المصرى البسيط قديما منذ أيام الفراعنة. ولعل استعراض مقتطفات من وحى هذه الكنوز القيمية التراثية المصرية كشعارات للمؤتمر يكون مبهرا، وموحيا لتحرك عالمى جاد.
لذلك، فلئن كانت القمة بالنسبة للعالم هى مجرد قمة للمناخ، فإنها فرصة يمنحها العالم لمصر كى تستعرض إمكاناتها، وتشير إلى تحولاتها فى سنوات معدودة بفعل عبقرية وقدرة القيادة والإنسان والمكان.وجاءت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال اجتماعه أمس الأول مع رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء، لتستهدف إخراج هذا الحدث العالمى الضخم على النحو الذى يعكس كل ذلك.
وتشير النقاط التى عرضها المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إلى اهتمام الرئاسة المصرية بكل صغيرة وكبيرة بشأن إدارة هذا الحدث وإخراجه بقدرة وإخلاص وعلم، بما يعكس فلسفة مصر الجديدة، ففى السابق كانت الأهداف المصرية من استضافة حدث عالمى من هذا القبيل تقتصر على مجرد حسن تقديم الصورة والمظهر، والإشارة إلى مكانة مصر عالميا، أما الآن فإن الفكر المصرى يندفع بأهداف وطنية وعالمية كبيرة بمقدار طموح مصر الكبرى، التى تحمل الخير للجميع وتنفتح على العالم ثقافيا، وإنسانيا، وعلميا، على نحو بناء.
ومن المهم أن يتضمن المؤتمر وسائل نوعية مبتكرة فى الصورة والخطاب لا ينساها العالم، وأن يؤكد أن هناك حربا عالمية أخرى أولى بتضامن استراتيجيات الدول الكبرى جميعها، وجهود المنظمات الحقوقية، حربا نظيفة ومبررة وإنسانية تماما، وخالية من الضغط السياسى الفارغ المحتوى، وهى الحرب العالمية لأجل الحفاظ على الكوكب.
كما من المهم أن يجرى التفكير بعمل فنى مصرى عالمى يستهدف تحويل قضية المناخ إلى ثقافة وقيمة عالمية، وأن تدير مصر المؤتمر بفلسفة تستهدف بناء مجتمع علمى وسياسى وإنسانى عالمى لأجل مكافحة الإضرار بالمناخ.
لمزيد من مقالات رأى رابط دائم: