رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مصر ومنظمة التعاون الإسلامى

ليس من شك فى أن العالم الإسلامى يواجه اليوم تحديات لم يعرفها من قبل، غير أن التحدى الأكبر هو تعرضه لهجمة غير مسبوقة من أرباب الإرهاب، ومدمنى التطرف. ولم يتوقف خطر هذه التنظيمات والكيانات الإرهابية على استهداف العالم الغربى بمنشآته ومواطنيه فحسب، وإنما بات هؤلاء الإرهابيون المتعصبون يوجهون أسلحتهم التخريبية إلى قلوب وعقول المسلمين المعتدلين، بل وإلى عقل وقلب الحضارة الإسلامية كلها.

ولاشك أيضا فى أن المؤسسات الإسلامية يقع عليها اليوم عبء أكبر كثيرا مما كان عليه فى الماضى لمواجهة هذا التطرف وذلك الإرهاب. وتأتى منظمة التعاون الإسلامى فى مقدمة الصفوف لمكافحة هذا الخطر الجسيم. لكن المنظمة لا يمكنها أن تعمل وحدها بل لابد أن تكون المواجهة شاملة وتشارك فيها كل المؤسسات الدينية داخل الدول الإسلامية. ومن هنا يأتى دور المؤسسات الدينية العريقة فى مصر، وعلى رأسها الأزهر الشريف. وفى هذا السياق أتت تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال استقباله أمين عام منظمة التعاون الإسلامى الجديد حسين إبراهيم طه، أمس الأول.

لقد شدد الرئيس السيسى على مسألتين غاية فى الأهمية، أولاهما أن مصر بما تمتلكه من ثقل ومصداقية وعراقة لم ولن تدخر جهدا فى تسهيل عمل المنظمة، وتضع كل إمكاناتها لمساعدة المنظمة على القيام بدورها، وكذلك لمساعدة الأمين العام الجديد. والمسألة الثانية هى أن نشر صحيح الدين، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التى شوهت صورة ديننا الإسلامي، لم يعد مطلبا حيويا وحسب، بل أصبح ضرورة من ضرورات الحفاظ على بقاء الدول الإسلامية نفسها. ومعروف للكافة كيف أن الرئيس السيسى لا يترك مناسبة إلا ويؤكد فيها أن تجديد الخطاب الدينى لا يعنى أبدا المساس بجوهر الدين وبمقاصد الشريعة الغراء.

إن التجديد يعنى السعى إلى الفهم الصحيح وإعمال العقل، لأن الإسلام هو دين العقل. وللحق فإن كثيرا من شباب العالم الإسلامى يعانون من عمليات تشويه للوعى متعمدة وتقوم عليها منظمات وجماعات تدعى الانتماء للإسلام وهى ليست من الإسلام فى شيء. وبطبيعة الحال فإن إنقاذ هذا الشباب المسلم يقتضى مجهودا خارقا نظرا إلى شراسة موجات التشويه وتزييف الوعي، وهو ما يستدعى تعاونا ذكيا ومدروسا بين المنظمات الإسلامية الشرعية فى كل البلدان الإسلامية.


لمزيد من مقالات رأى الأهرام

رابط دائم: