إذا كان الانفصال هو الحل الوحيد وإذا استحالت الحياة فلتكن النهاية هى الأفضل أتحدث عن النهايات الدامية للحياة الزوجية .. لقد أصبحت قصص الطلاق أخباراً يومية على مواقع التواصل الاجتماعى وشاشات الفضائيات ولا يخلو الأمر من الإساءة والتجريح وتبادل الاتهامات.. وهذه المواقف الغريبة لم تكن أبدا من تقاليد الزواج والطلاق.. عندما كانت النهايات تتم دون جراح، وكان الأزواج وهم يودعون بعضهم يتركون ذكريات طيبة.. وكان كل طرف حريصا على ألا يترك للآخر جراحا.. وكان كل طرف حريصا أن يترك للآخر صورة جميلة من أجل الأبناء.. إن الشيء الغريب أن كل هذه الأشياء انتهت وتحول الزواج إلى مذابح يتقاتل فيها الأزواج أو عمليات تجريح تتجاوز كل الحدود.. إن الجانب الأخلاقى تراجع فى حياة الناس وأصبحت القسوة أسلوب حياة حتى وصل الأمر إلى جرائم القتل والتعذيب.. إن الزواج مودة ورحمة وحين يتحول إلى تعذيب وإهانة فإنه يفسد كل شيء فى الحياة.. من حق الزوجين أن ينفصلا ويودع كل منهما الآخر بكل النبل والترفع، وأن تبقى بينهما بعض الذكريات الطيبة.. أما هذه النهايات الدامية فهى تتعارض مع الدين والأخلاق والأعراف.. إن الشيء الغريب أن تجد أزواجا يبالغون فى مشاعر الحب أمام الناس ثم تراهم بعد ذلك يتنافسون فى مسلسلات الردح والإهانة.. وتتساءل: هل هم نفس الأشخاص؟! وتتعجب من أحوال الدنيا والبشر. إذا كان ولابد من الوداع فليكن كل طرف رحيما بالآخر ولا ينسى ما كان من أيام وذكريات جميلة.. إننى أعلم أن حالات الطلاق زادت بصورة مخيفة، وأعلم أن ظروف الحياة تغيرت وأصبحت أكثر قسوة، وأن أعصاب الناس لم تعد كما كانت.. ولكن يبقى أن الإنسان هو الإنسان بكل ما فيه من مظاهر الرحمة والمودة ويجب أن يبقى دائما كما كان.. إذا كان الانفصال قدرا مكتوبا فليكن فى النهاية بغير جراح.. قد يختار كل طرف عشا آخر ورفقة حياة أخرى ولكن ينبغى ألا يترك خلفه ضحية تلعن اليوم الذى أحبت فيه أو تزوجت.. إن الرحمة تجعل الحياة أكثر إنسانية وأمنا فلنكن رحماء بأنفسنا والآخرين.
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: