رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
هانئ رسلان.. وداعا

شنَّت جماعة آبى أحمد فى إثيوبيا هجوما شرسا على الراحل العزيز الأستاذ هانئ رسلان، منذ عدة أشهر، عندما أدركوا خطره عليهم، ولكنه لم يهتزّ ولم يعلق على الموضوع إلا عندما طالبه بعض متابعيه، فقال إن كل هذا يصله ولكنه لم يُرِد أن يشير إليه، لأنه دليل على ضعف وهشاشة القائلين به، لأنهم لا يناقشون ما يقوله وما يكتبه، وإنما يتعرضون لشخصه بالهجوم والشتائم، وهو يرى أن ما يفعلونه بحد ذاته هو إثبات إفلاسهم وعجزهم، كما أنه دليل على أن كشف الحقائق بموضوعية وتعرية الكذب والمغالطات التى دأبوا على تكرارها، قد جعلهم يهتزّون ويرتعشون.

وتعليقا على ما كان دائرا، قلتُ فى مقال، فى 19 مايو الماضى، إننى أعتمد الأستاذ هانئ رسلان منذ بضع سنوات مرجعا فى عدة قضايا، مثل مياه النيل، والعلاقات المصرية السودانية، وإثيوبيا وسدها الكارثى، ففى كل ما يكتب، منذ ما قبل تأسيسه لوحدة دراسات السودان وحوض النيل فى مؤسسة (الأهرام)، هناك فيض من المعلومات المُدَقَّقة، عن خرائط الجغرافيا والسكان، وتفاصيل القبائل، من تاريخها البعيد والقريب إلى دقائق تحالفاتها وصراعاتها مع بعضها البعض، أو مع أطراف خارجية. وقلتُ إن له قدرة فذة على عرض هذا التدفق فى نسق بأوضح عبارة، مع نزاهة علمية فى البحث والاستخلاص، وبسط للآراء المتعددة المختلفة، ولغة راقية مع من يختلف معهم، وصبر وسعة صدر مع من يقتحمون السياق بلا معرفة، دون أن يمنعه كل هذا عن أن يكون واضحا فى مواقفه دون موارَبة. وقلتُ إنه كان له السبق فى اكتشاف مخاطر جمة على المصلحة الوطنية قبل أن ينتبه لها كثيرون، ودأب مبكرا، على أن ينشر ويُحذِّر ويطرح اجتهاداته فى كيفية التعامل. وقلتُ إن كل هذا بعض من سماته الجميلة وجهوده المميزة التى جعلت له مريدين يبحثون عن كتاباته ويتابعون ظهوره على التليفزيون.

بعدها التقينا، وكان الهجوم عليه لا يزال مستمرا، وكنتُ أعرف أن صحته تتدهور بسرعة، فتأملتُ هدوءه وثقته فى نفسه وإصراره على الاستمرار وتقبُّله كل التبعات.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: