رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

من مدينة النصر .. إلى رد وزير التموين

> لم يدهشنى قدر الحفاوة والاهتمام التى استقبل بها مقال الأسبوع الماضى الذى طالبت فيه باحترام تاريخ النضال الوطنى والمقاومة لعدوان 1956، والذى قام به أبناء مدينتى بورسعيد وهزموا بها القوات المعتدية وأجبروها على الانسحاب الذى أرجو ان تحتفل به مصر كلها بذكراه الخامسة بعد الستين فى23ديسمبر... كنت أثق كل الثقة وأنا أكتب ان دماء الكرامة والوطنية وعشق الوطن وكراهية الاستعمار ورموزه لن تجف أبدا فى عروق الملايين من أبناء مصر وأبناء وشباب بورسعيد، الذين ولد الكثير منهم بعد أحداث العدوان ولكنهم حملوا جينات ومكونات الأجيال العظيمة التى عاشت أحداث النضال وشاركت فيه، وحارت القوى الوطنية فى تفسير الأهداف التى تختفى وراء الجماعة التى تطلق على نفسها أصدقاء قناة السويس وحقيقة ما لوحوا به من إغراءات ومكاسب خادعة ستتوافر لبورسعيد اذا عاد إلى مدخل القناة تمثال ديليسبس، سجين الفساد الذى مات فى سجون بلاده، مؤكدين أنه لا يوجد عقلاء أو من يحترمون تاريخ بلادهم ودماء شهدائهم من يقبلون بوضع تمثال لواحد من قتلة الآلاف من آبائهم وأجدادهم.

> أيضا أسعدنى اهتمام أعداد كبيرة من قراء أعزاء بما كتبت طوال الشهور الماضية عن تحويل الشعير إلى محصول قومى واستراتيجى يستطيع ان يحدث نقلة نوعية فى الزراعة وتحقيق الأمن الغذائى، بالاستجابة إلى ما اهتدت اليه خبرات مصرية أمينة لصناعة رغيف من خليط محسوب ومدروس من إنتاجنا الوطنى من القمح والشعير ويستطيع أن يخفض مليارات العملة الصعبة التى تدفعها مصر فى استيراد القمح وتخفيف الآثار الكارثية التى يواجهها العالم فى زمن الوباء.

وبعد أن طال ندائى على وزارة التموين التى لا يمكن إنتاج رغيف الكرامة من مزيج القمح والشعير إلا بقرار من وزيرها بعد أن ردت وزارة الزراعة وأكدت إمكانية استخدام جميع أنواع الشعير فى صناعة هذا الرغيف وأنها بالفعل توزع بذور الشعير على جميع محافظاتنا خاصة الحدودية والتى تضم أراضى رملية… بعدها جاءنى رد مهم من السيد وزير التموين أنقله حرفيا من الرد: فى جميع التجارب التى تمت على أرض الواقع وبمخابز تقليدية من خلط دقيق الشعير بدقيق القمح فقد نجحت هذه التجارب، والرغيف الناتج يلاقى إقبالا من المستهلك، والأمر يرجع إلى عمل خطة للتوسع فى زراعة الأصناف المميزة من الشعير بالأراضى المستصلحة والتى تقل بها معدلات ماء الرى كميزة نسبية للشعير الذى تتحمل أصنافه قلة المياه وتحديد الكميات المتوافرة والسعر المناسب ليتم خلطها بعد طحنها فى المطاحن التقليدية وعرضها للمستهلك فى خبز القمح المخلوط بالشعير، ويمكن عمل نماذج لتسويق هذه النوعية من الخبز كبداية ويتم التوسع فيه تدريجيا وفقا لإقبال المستهلك وأيضا عمل دراسات اقتصادية واستعدادات مستقبلية للتوقعات المرتقبة لتوافر الاقماح العالمية وأسعارها، ولوزارة الزراعة دور اساسى فى هذا الصدد كما يمكن عمل برنامج فى القرى التى تناسب زراعة الشعير فنيا واقتصاديا بأن يقوم سكان القرية بعمل خبزهم بالمنازل أو على مستوى فرن القرية والحصول على دعم الخبز نقديا.

انتهى نص رد وزارة التموين الذى جاءنى بعد شهور من موالاة الكتابة عنه ـ أكدت الوزارة سلامة المشروع وأن التجارب المحدودة لإنتاج هذا الرغيف المخلوط من القمح والشعير نجحت ولاقت إقبالا من المستهلك ـ فلماذا نحتاج إلى إعادة دراسة مدى استقبال المستهلك لهذا الرغيف وهل هناك أدنى شك فى ان تحويل إنتاج هذا الرغيف إلى مشروع قومى يتلاءم والكوارث الاقتصادية والصحية والغذائية التى يمر بها العالم نتيجة للوباء المتحور والمتغير كل يوم بل كل ساعة! وهل هناك من يختلف مع ان إنتاج الرغيف من مخلوط الشعير والقمح يتلاءم وظروف شح المياه واضطرارنا للخروج إلى أراضينا الرملية الصفراء للزراعة وسط ظروفها بالغة الصعوبة بعد أن استبدلت جماعات نهب أخصب أراضينا بزراعة الغذاء زراعة الاسمنت والطوب الأحمر وإعداد الدولة بمشروع ضخم لاستصلاح 2.2 مليون فدان وإنشاء كيانات زراعية ضخمة تستطيع احداث نقله حقيقية فى تاريخ الزراعة والصناعة المصرية والأمن الغذائى ويمكن ان تكون زراعة الشعير عمادا لها ـ وسط كل هذه الكوارث التى يراها كل صاحب بصيرة وضمير وطنى هل يوجد مسئول يتاح له ان يطبق حلولا وخططا منقذة ولا يسارع الى تنفيذها لتحقيق جميع الأهداف المنتظرة منها وفى مقدمتها تقليل كميات الأقماح التى وضعتنا مافيا استيراد القمح على رأس مستورديه ودافعى مليارات العملة الصعبة فى استيراده ـ وايضا هذا المقترح المهم جدا الذى جاءنى فى نهاية رد وزارة التموين لجعل الرغيف المخلوط من الشعير والقمح منتجا قوميا لجميع قرانا يقوم به أهالينا هناك وخبزه فى مخابز مطورة فى بيوتهم أو فى مخبز كل قرية. ولماذا لا تبادر وزارة التموين التى لابد تدرك قدر واهمية الفوائد التى ستعود على مصر من إنتاج هذا الرغيف المشبع والشهى والاقتصادى على مستوى قومى إلى وضع خطة المشروع مع وزارة الزراعة التى وافقت على كل ما طرح فى المقالات السابقه من أهمية للمشروع وصلاحية جميع أنواع الشعير للخلط بالقمح، وجعل إنتاج رغيف الكرامة جزءا أساسيا من المشروع القومى العظيم حياة كريمة لإحياء ورد الاعتبار والاعتذار عما تركنا له الآلاف من قرانا فى الريف والصعيد من إهمال وتردى وسوء أحوال ونقص خدمات... واذكر السيد وزير التموين ان الباحثة سمية خضر صاحبة فكرة ومشروع رغيف الكرامة والتى قدمت عينة من انتاجه إلى مكتب الوزير منذ أسابيع ذكرت فى الخطاب الذى تركته مع عينات عيش الكرامة أنها تقدمت بالمشروع للوزارة منذ ثلاثة عشر عاما وبالتحديد فى 2008 عن طريق المعهد القومى للتغذية برئاسة .د. عزة جوهر بمذكرة عن المشروع وعينة من إنتاجه ولم يتم الرد عليها فهل بعد ثلاثة عشر عاما وسط ما يتم من مشروعات قومية آن الأوان لتحقيق هذا الإنجاز والإنقاذ الذى اكدته الباحثة د. هويدا أبوالعلا والتى حصلت على درجتها العلمية فى إنتاج وفوائد الحبة المباركة كما أطلقت على حبة الشعير من فوائد لصحة الإنسان والأرض والحيوان والأمن الحيوى والدخل القومى ولحماية لقمة العيش من سعار ارتفاع الأسعار ومواجهة الحصار العالمى للاقتصاد وإنتاج الغذاء.


لمزيد من مقالات سكينة فؤاد

رابط دائم: