فاروق هاشم عاشق الأهرام.. وداعا

فى مشهد مهيب تم توديع الكاتب الصحفى الزميل فاروق هاشم مستشار رئيس التحرير عاشق الأهرام إلى مثواه الأخير فى مسقط رأسه بعزبة هاشم وسط جمع غفير من أهل القرية وبمشاركة الزملاء الصحفيين الذين تكبدوا مشقة الذهاب إلى قريته التى تبعد عن القاهرة بنحو 50 كيلو تقريبا بين الزراعات مع غروب شمس الاثنين الماضى ولم يشعر أحد منا بمشقة أو إرهاق لبعد المسافة بعد يوم عمل طويل ولكن كان هناك إصرار لمرافقة الجثمان حتى يوارى الثرى لما كان يتميز به الفقيد من دماثة الخلق وعفة اللسان وحلو الكلام وطيب القلب وظل يعمل بالاهرام حتى اللحظات الأخيرة قبل أن يصاب بـ«الكورونا» ورغم تعافيه منها لم تطل الفرحة سوى ساعات لنتلقى خبر رحيله مؤمنين بقضاء الله وقدره داعين له بالمغفرة وان يتغمده الله بواسع رحمته جزاء ماقدم بإخلاصه فى العمل ولطلابه فى أقسام الصحافة بالجامعات حتى أقاصى الصعيد دون أن يتقاضى جنيها واحدا وكان يتبرع بما يتقاضاه لمصلحة صندوق رعاية الطلاب ولم يبخل بعلمه طوال حياته وكان مربيا ومعلما ومناقشا لطلاب الماجستير والدكتوراة من خلال الرسائل الجامعية والندوات وحصل على ثقة أساتذة الإعلام. وطلب منى مؤخرا أن أرسل له سيرته الذاتية من الاهرام وبالفعل تم استخراج الشهادة وأرسلتها له وكنت متعجبا لهذا الطلب وعندما سألته لماذا؟ قال لى المرضى غير مصدقين أننى خدمت فى بلاط صاحبة الجلالة 50 عاما متقلدا جميع المناصب ومكرما ولم أدخر مالا يضعنى مع علية القوم فى مستشفى 5 نجوم! هكذا عاش هاشم .. رحم الله الفقيد وجزاه الله خير الجزاء.