كثافات الفصول وعجز المعلمين أزمات مازالت تواجه المنظومة التعليمية وتبحث عن حل، ورغم أن هذه المشكلات لم تكن «مفاجئة» بالنسبة لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، فإنها قدمت حلولا فى حدود الإمكانات المتاحة، ولاسيما أن بلوغ عدد كبير من المعلمين سن المعاش وإجازات المعلمات اللائى يمثلن عددا كبيرا من المدرسين، وسوء التوزيع، قد تسبب فى عجز فى أعداد المدرسين يتجاوز الـ 260 ألف معلم، كما أن الانفجار السكانى يقف عائقا رغم إنشاء الفصول والمدارس الجديدة.
أحد الحلول الذى تناولته «الأهرام» فى تقرير سابق، وطرحتها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، كان الفصول الذكية المتنقلة سريعة التجهيز، التى لا تحتاج إلى خرسانات، وتكون مجهزة بالإنترنت والطاقة الشمسية، وذلك بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع، ليتم استغلالها فى المناطق الأكثر ازدحاما، كما أن هناك حلولا أخرى منها إمكانية تطبيق نظام الـ 3 «تيرمات» بدلا من «التيرمين» فى العام الدراسى الواحد.
الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، كان قد أشار إلى إمكانية استخدام أول مجموعة من الفصول الذكية فى حل الكثافة ببعض المحافظات مثل القاهرة والجيزة والشرقية.
وأوضح أن الوزارة اقترحت الفكرة لمعالجة مشكلة الكثافة، حيث إن تلك الفصول تعد نوعا من الإنشاءات الهندسية سريعة التجهيز، وداخلها شاشات وإنترنت يمكن تركيبها خلال أسبوعين فى أى مساحة دون الإجراءات المعقدة الخاصة بالمباني.
وأضاف أن الدولة تلهث لاستيعاب عدد الطلاب المضاف كل عام، مشيرا إلى أن الوزارة تتلقى كل شهر فوق الـ 20 ألف طلب لزيادة كثافة الطلاب فى المدارس القريبة من مساكن أولياء الأمور.
من جهته، يقول بدوى علام رئيس مجلس أمناء مدارس الجيزة، إن أزمة العجز فى المدرسين مازالت مستمرة، خاصة بعد تطبيق نظام الفترتين والثلاث فترات بالمدارس بسبب ظروف كورونا. وأكد أن الوزارة تعانى إرث عجز المعلمين وسوء توزيعهم، الذى يرجع إلى تمسكهم بعدم العمل بعيدا عن محل إقامتهم.
وأضاف أن باب التعيين تم إغلاقه بالجهاز الإدارى للدولة، ولم تعد هناك درجات وظيفية ،ولا موازنات متاحة لتعيين أى شخص لا من كليات التربية أو غيرها.
وأشار «بدوى» إلى أن الوزارة تحاول إيجاد موارد من خلال حلول من خارج الموازنة، ولا يوجد أمامها إلا التعيين المؤقت بأنواعه.
وأكد ضرورة أن تضع الوزارة الضوابط وتراقب حوكمة العملية التعليمية، لكى يكون هناك حل لمشكلات المدارس.
وفى إطار التفكير خارج الصندوق، أكد محمود الفولى، وكيل وزارة التربية والتعليم بالسويس، أنه ألزم الموجهين والموجهين الأوائل ومديرى العموم، بجداول حصص للتدريس بالمدارس، وقال إنه لا يمانع من أن يأخذ هو شخصيا جدول حصص إذا تطلب الأمر ذلك، مضيفا: كلنا جنود لخدمة العملية التعليمية وعلى استعداد تام لاستغلال الموارد البشرية المتاحة والكفاءات لحل أزمة العجز فى المدرسين.
وفى المنوفية، قال هانى عنتر، القائم بأعمال مدير مديرية التعليم ، إنه تم تكليف الموجهين العموم بعمل قوافل متابعة لتقييم الموجهين والموجهين الأوائل، وعرض نتيجة التقييم لاستبعاد من لا يصلح وإعادته إلى عمله الأصلى لتدريس المادة.
وأشار إلى أنه بالنسبة للعجز الشديد بهيئة التدريس فى بعض المواد الدراسية، يتم تكليف الموجهين بيومين توجيه أو ثلاثة أيام عمل لسد العجز بالمدارس، فضلا عن السماح بنقل معلمى الصفوف الثلاثة الأولى بين المدارس والإدارات التعليمية لسد العجز كأعضاء هيئة تدريس فقط.
من جهتها، أكد عدد من المديريات التعليمية بالمحافظات ضرورة مخاطبة مديرى الشئون الاجتماعية لتفعيل بروتوكول الاستعانة بطلاب كلية التربية، ممن يؤدون الخدمة العامة، كحل لسد عجز معلمى المواد الأساسية بالمدارس بالعام الدراسى الجارى، خاصة بعد لجوء المدارس لتقسيم الفصول لفترات ،لتقليل الكثافة الطلابية.
رابط دائم: