رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

في الصين .. للرجال حظوظ وللإناث حدود

هدير الزهار

من أجل تحقيق حلمها، تقدمت الفتاة الصينية «فينسى» للالتحاق بأحد برامج الدراسات العليا المرموقة فى أكاديمية الشرطة، وذلك رغم علمها بأن احتمالات نجاحها ضئيلة، خاصة أن الأكاديمية عادة ما تحدد عدد الطالبات الملتحقات بما لا يزيد على ربع إجمالى عدد الطلاب المقبولين.

تمسكت فينسى لى بالأمل وخضعت لاختبار البرنامج، لتصطدم بالنتائج، إذ إنه من بين أكثر من 1000 امرأة تقدمن للالتحاق، تم قبول 5 فقط يعنى 4 فى المائة من إجمالى الطلاب المقبولين. وبعد أن أمضت أكثر من عام فى التحضير للامتحان، قالت فى يأس: «يبدو أن النساء غير مرحب بهن.. لكن لماذا لا يمنحونا فرصة لإثبات جدارتنا فى الأكاديمية!».

 

ففى الصين، تقبل بعض البرامج الأكاديمية الرجال فقط أو تضع حدا أقصى لعدد المتقدمات من الإناث، واللاتى غالبا ما يتعين عليهن الخضوع لاختبار أكثر صعوبة من نظرائهن الذكور. وبالرغم من ارتفاع مستوى التحصيل العلمى للمرأة فى جميع أنحاء الصين، حيث يفوق عدد الطالبات الجامعيات عدد الذكور بشكل حاد، إلا أن النساء لازلن تواجهن عقبات كبيرة فى الالتحاق بالبرامج التدريبية والأكاديمية فى الجيش والشرطة، والتى تفرض علانية معايير قبول أكثر صرامة للطالبات، وكذلك الدراسة المتعلقة بالطيران المدنى - التى غالبا ما تقتصر برامجها على المتقدمين الذكور فقط باستثناء تدريب المضيفات - فضلا عن مجالات التعدين والملاحة البحرية، وذلك بحجة أن تلك المجالات بها مخاطر وضغوط عالية تفوق قدرتهن. إلا أن ذلك يعيق سعى الفتيات والنساء لاختراق المهن التى يهيمن عليها الذكور فى البلاد، وهذا من شأنه إحباط جهود الصين طويلة الأمد الهادفة لتعزيز النهوض بالمرأة.

ولا يقتصر الأمر على الجيش والشرطة بل وبعض مدارس الفنون قد فرضت نسبا بين الجنسين بنسبة 50/50 للحد من الحصة المتزايدة للطالبات، حيث وجدت دراسة استقصائية غير رسمية عن أفضل 116 جامعة فى الصين نشرتها مجموعة من الناشطات النسويات فى فبراير الماضى، أن 86 تخصصا أكاديميا فى 18 جامعة لديها شروط قبول على أساس الجنس.

ولطالما أثارت ممارسة تفضيل المتقدمين الذكور انتقادات. فقبل عقد من الزمان، وتحديدا فى عام 2012، بعد ظهور تقارير إخبارية عن تفضيل الجامعات للرجال، أدى ذلك إلى إثارة غضب عام واحتجاجات مما دفع الحكومة لحظر القبول على أساس الجنس فى معظم المجالات.

وفى السنوات الأخيرة، أصبحت القضية محفوفة بالمخاطر بعدما اصطدم الاحتضان المتزايد للنسوية مع الحملة الموسعة للحزب الشيوعى الصينى للسيطرة الاجتماعية حيث تم فرض الرقابة على النشطاء الذين يشيرون إلى التحيز على أساس الجنس على الإنترنت. وتقول شيونج جينج، التى شاركت فى احتجاجات عام 2012، وكانت محررة فى موقع «أصوات نسوية»، الذى تم إغلاقه فى عام 2018: «كان هناك بعض التقدم الذى تم إحرازه بالفعل، لكنه لم يكن كافيا».

وفى تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، تقول شين هسيو-هوا، الأستاذة فى جامعة تسينج هوا الوطنية فى تايوان: «يفترض صانعو السياسة أن النساء بحاجة إلى أن يكن مقدمات رعاية ويتوقعون من الرجال أن يشغلوا مناصب قيادية.. فالصين تريد المزيد من الرجال فى كل صناعة».

والنتيجة هى أن بعض النساء اللواتى يطمحن للدخول فى المجالات التى يهيمن عليها الذكور يحققن أحلامهن خارج وطنهن. ففى عام 2018، قررت الفتاة الصينية ليان لو، مضيفة الطيران، الركض خلف هدفها فى أن تصبح طيارا. وبعد محاولات عديدة لتحقيق حلمها فى بلادها باءت محاولاتها بالفشل مما دفعها للسفر لجنوب إفريقيا لتدرس الطيران وتتدرب عليه، وكانت الأولى على دفعتها لتخطو أولى خطواتها نحو قيادة الطائرات.. ورغم فرحتها بما حققته إلا أن كلماتها كانت حزينة حيث علقت قائلة: «للأسف، لا توجد فرص من هذا القبيل للنساء مثلى».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق