رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كَشَف

فى المعجم: كشف الشيء، أى كشف عن الشيء، أى رفع عنه ما يغطيه، بمعنى أظهره وبينه «عراه». ويُقال كَشَفَ الحقيقة، أى أظهرها وأبان عنها ما يواريها. ويُقال كشف عن المؤامرة، أى فضحها. ويُقال كشف حساب بالمعنى المالى والمصرفي، أى كشف.. بين القيود الدائنة والمدينة فى الحساب الجارى لعملاء البنوك. وبالمعنى المعنوي: كشف حساب ما فعله الشخص وتقييمه. ويُقال كشف الله همه، أى أزاله، وكشف الغموض عنه. ويُقال كشف الأمر، أى وضحه وبيَّنه. ويُقال كشف أسراره، أى أفشاها. كما يُقال كشف، «بالفتحة على كل من الكاف والشين والفاء» أوراقه، أى وضَّح مقاصده وأعلن عن نواياه «وهو ما يعنينا» أن الرئيس كشف عن نواياه.. فما هى نواياه؟؟

لأول مرة فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر شهد المستشار محمد حسام الدين رئيس مجلس الدولة وأعضاء المجلس الخاص أداء اليمين الدستورية للقاضيات الجديدات بمقر المجلس، وذلك بعد صدور قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بتعيين 98 قاضية بمجلس الدولة. وصرَّح السيد المستشار بأنهن سيعملن فى دوائر هيئة مفوضى الدولة «التعليم والتراخيص والحريات العامة والاستثمار... وغيرها».

ما الجديد فى خبر تعيين 98 قاضية.. هل فقط إعلاء شأن المرأة المصرية.. المرأة التى شاع تاريخها نورا وتنويرا وإشعاعا فى كل المجالات.

الجديد.. هزيمة أفكار ومنطق طال فى تاريخ هذا البلد عن أن المرأة المصرية «التى كما أشرنا تبوأت أعلى المناصب».. إلا أنها لم تنل شرف كرسى العدالة.. ولكنها نالته فى عصر هذا الرئيس الذى كشف عن نواياه.. نواياه العصرية ونواياه التى تنشد الدولة المدنية الحقة.. نواياه الصادقة فى المساواة بين الجنسين.. دون مبالغة أو مزايدة.. فكم من المسئولين كانوا يرفعون شعارات المساواة بين الجنسين ولكنهم لم يتقدموا خطوة واحدة ـ بل الأكثر كانوا أسرى لأفكار بالية نحو التمييز والعنصرية ضد المرأة المصرية.. لكنه كان صادقا فى كشفه وفى نواياه ورفع ما يغطى هذا الوطن من مآس عنصرية، كما رفع من قبل المآسى عن الطائفية.. الرجل كشف الكثير.. كشف عن المؤامرة منذ 2011 وحتى 2013، ومازال يكشف خيوطها.. ويفضحها. ويكفى أن نشاهد كل الدول المارقة التى تآمرت على مصر نشاهدها الآن، وقد استسلمت بعض الشيء واعترفت بخيوط مؤامراتها. الرجل كشف عن سره وأسراره باحترامه وتقديره لرؤسائه من قادة فى مؤسسة الشرف والعرفان.. ولنتذكر مشاهده لتقدير الراحل المشير محمد حسين طنطاوي، وتقديره لقائده السابق الدكتور سمير فرج، الرجل وضحت مقاصده وأعلن عن نواياه بصدق فى أن المرأة التى قبَّل وجهها فى كل مناسبة لم يكن زيفا أو تزيدا، بل حقيقة ناصعة واضحة.

إن الكشف اليوم.. كان بمثابة كشف حساب بالمعنى المعنوي.. كشف حساب ما فعله الشخص وهو «هنا» الرئيس بقيمته وأيضا النسوة نسوة مصر العظيمات.. نسوة غيرن التاريخ وأضفن إليه.. نسوة شرفت أرض المحروسة بأنها وطأتها نسوة أشعلت رايات التنوير فى كل المجالات.. «سياسة ـ تاريخ ـ اقتصادا ـ فنونا ـ إعلاما» وأخيرا سينرن ساحات العدالة بوشاحهن الناصع البياض تاريخهن. إن كشف حساب هذا الوطن بحق عبر تاريخه هو كشف حساب لمن أسهم بحق فى حق المرأة المصرية. الآن هى قاضية وأمس كانت فى كل المناصب.

ولنتذكر سهير القلماوي.. أول من حصلت على درجة الدكتوراه 1941. لطيفة النادي.. أول كابتن طيار تحصل على رخصة الطيران 1933. أمينة السعيد.. رائدة من رائدات المساواة بين الجنسين وعدم التمييز رغم انتمائها لمجتمع أسيوط المغلق آنذاك. سميرة موسى.. أول عالمة ذرة والتى قتلت عند زيارتها للولايات المتحدة وتدوسها إحدى الشاحنات الكبيرة المسرعة. مفيدة عبد الرحمن التى دافعت عن دخول المرأة ميدان العمل. وصفية زغلول وروز اليوسف وهدى شعراوى ونبوية موسى وغيرهن كثيرات.

ولنتذكر نساء عظيمات.. فى الإعلام: تماضر توفيق ـ سلمى الشماع. وتحت قبة البرلمان: فايدة كامل ونوال عامر ـ راوية عطية ـ أول مصرية تكسب عضوية البرلمان «مجلس الأمة عام 1957.. ووصلن الآن لـ 89 سيدة فى برلمان ما بعد ثورة يونيو». وفى الرياضة: رانيا علوانى هداية ملاك ـ جيانا فاروق ـ نور الشربينى فايزة حيدر وغيرهن كثر...

إن الكشف كان كاشفا لرئيس يقدر ويحترم مقومات الدولة العصرية.. والتى أول مقوماتها تساوى الجنسين فى الحقوق والواجبات طبقا للوثيقة الدستورية، وها هو يقنن ويفعل هذا التساوى باعتلاء المرأة كرسى العدالة.. كان كشفا كاشفا بحق المرأة التى أسهمت فى إشعاع هذا الوطن بإنجازاتها فى كل المجالات.. من تطأ قدماه كل الجامعات سيراها مضيئة ومنيرة بحضورهن، ومن تشاء له ظروفه دخول وزارة الخارجية سيراها تزين جدرانها، ومن يصادف أن يدخل وزارة الداخلية سيراها مرصعة على كتفيها.. من يدخل النوادى الرياضية سيراها ممشوقة ومتحفزة وحاضرة بكل قوتها وصلابتها ومشاركة فى كل المجالات الرياضية.. ومن يدخل كل المحطات والقنوات التليفزيونية وكذلك الصحف الورقية سيجدها تزين الشاشات بثقافتها وتعليمها ورقيها.. ومن يسير فى شوارع المحروسة ويرى المرأة المصرية فى كل شبر،، سيجد أنها جديرة بأن تكون فى «قلب هذا الوطن».. فتحية لمن كشف هذا الكشف وتحية للاتى يستحققن هذا الكشف.


لمزيد من مقالات صبرى سعيد

رابط دائم: