رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الاستثمار فى القيم

بريد;

أحيانا نقرأ ونسمع عن أم تقتل أبناءها، وأب يلاحق أبناءه، وابن ينحر رقبة والده أو والدته بالسكين.. والسؤال: كيف تسللت هذه القسوة وفظاظة القلب إلى مجتمعنا، فأفقدته الرحمة والشفقة وجردته من إنسانيته؟.. والغريب أننا نستقبل هذه الأفعال بدمٍ بارد، لا يتجاوز حدود الاشمئزاز، وكأنها أصبحت شيئاً عادياً، فصار الأمر شبيهاً بمقولة (الاعتياد على المنكر من القول والفعل)، ويبدو أننا أصبحنا بصدد دفع ضريبة إدماننا وسائل التواصل الاجتماعى التى تفيض علينا بسيل من عمليات الذبح والشنق والصور المؤلمة والشنيعة، فتوغلت بعمق فى بنية وجودنا، وزحفت إلى جميع نواحى الحياة، وأثرت فى صياغة نظم قيمية جديدة انعكست على منظومة القيم النبيلة، وأفرزت ثقافة رديئة أضعفت الكوابح النفسية وحتى الدينية منها، وعجّلت بأفول الفضائل التى يتفق فيها العقل والوجدان والوحى الإلهى.

والمؤلم حقاً أن هذه العدوى بدأت فى الانتشار، وأفقدت أطفالنا براءتهم المعهودة، فصاروا أكثر ميلاً نحو العنف فى التعامل وقسوة الألفاظ، وأكثر جرأة فى الاستمتاع بمشاهدة ومتابعة وتقليد أفلام الرعب والعنف، فأصبحنا قاب قوسين أو أدنى من وجود أجيال تتصف بالتوحش والقسوة، وبالتالى يجب أن نقرأ الأسباب التى أفرزت هذه الصور فلا تكفى لعلاجها التشريعات والعقوبات الرادعة، بل لابد من الاعتماد على ما يُسمى (الاستثمار فى القيم والفضائل)، بحيث تضطلع بها المؤسسات ذات الصلة بمشاركة الآباء والأمهات لإعداد أجندة عمل تحدد سُبل المواجهة وأدوات العلاج، وتكون كفيلة بإبعاد الأفكار السوداء والأعمال المُشينة، فلو تركناها على حالها فسوف تُصبح وبالاً على المجتمع.

عبدالحى الحلاوى

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق