رغم أن الجينات الوراثية تلعب دورا رئيسيا فى ظهور علامات التقدم فى العمر لدى بعض الاشخاص أسرع أو ابطأ من غيرهم إلا انها ليست السبب الوحيد بل أن هناك اسبابا أخرى قد تؤدى إلى الشيخوخة المبكرة وعلاماتها الواضحة مثل المشيب المبكر أو ظهور التجاعيد والاداء الوظيفى لاعضاء الجسد بشكل عام..فالعمر البيولوجى للانسان حقيقة علمية ليس لها علاقة بالسن وهذا ما كشفت عنه دراسة جديدة صادرة عن جامعة كاليفورنيا فهناك عوامل اخرى قد تؤدى إلى ذلك مثل التعرض للصدمات النفسية والحياتية والتدخين وزيادة الوزن او الريجيم القاسى فكل هذا العوامل تحدد العمر البيولوجى لجسم الانسان وهو ما يمكن تعريفه بأنه عمر الجسد على مستوى اداء خلايا الجسد وعدد كريات الدم البيضاء فى الدم ومدى كفاءة ادائها فى الدفاع عن الجسم والذى يتأثر تأثرا مباشرا بحالة الجسم العامة.
كما ان قلة النوم أحد الأسباب المباشرة لظهور علامات التقدم فى العمر سريعا عند بعض الاشخاص وأكدت الدراسة ان الامهات وحديثات الولادة اللاتى يحصلن على عدد ساعات نوم اقل من سبع ساعات يوميا يظهرن أكبر سنا من اللاتى يحصلن على نوم كافى بمقدار 3 سنوات. وبالرغم أن المتعارف عليه أن غزو اللون الابيض للشعر يحدث بشكل تدريجى الا ان الدراسة التى نشرتها صحيفة الديلى ميل البريطانية أكدت عكس ذلك فقد يحدث بياض الشعر بين يوم وليلة وهو ما يعرف باسم متلازمة مارى انطوانيتس التى شاب شعرها بالكامل ليلة اعدامها إبان الثورة الفرنسية ولم تكن قد أكملت عامها الثامن والثلاثين فالصدمات النفسية والشعور بالقلق والتوتر قد يحدث الاثر الذى ظهر على ملكة فرنسا الأخيرة فالشعور بالتوتر ينشط الاعصاب المسئولة عن حماية الجسم بشكل مكثف فيفرز الجسم مادة النورادرينالين وهو ما يؤدى الى تلف فى خلايا بصيلات الشعر الصبغية التى تلعب دورا رئيسيا فى انتاج صبغة الميلانين, كما تترك الاحداث الحياتية الاخرى مثل الطلاق او البطالة نفس الأثر بل ان 35% من شيخوخة الجلد مرتبطة بنمط الحياة أكثر من اى شىء آخر وليس بالتقدم الفعلى فى العمر وقد تحدث بين عشية وضحاها وأشارت الدراسة إلى أن ظهور الشعر الأبيض مبكرا مرتبط أيضا بالنقص فى بعض الفيتامينات مثل بى 12 ودى 3 الذى يؤدى نقصها إلى مشاكل إدراكية والخبر السار انه مع الحصول على كمية وفيرة من منتجات الألبان والبيض والبروتين يمكن عكس النتائج وتعزيز التركيز وكفاءة الذاكرة . الخضوع لعمليات جراحية كبيرة يحدث اثرا كبيرا أيضا وقد يؤدى الى نفس النتيجة فالشعور بالقلق الكبير المواكب قبل وبعد إجراء الجراحات الكبرى قد يترك اثرا مخيفا على الجسم وقد يؤدى الى صعوبات إدراكية تتطور الى نوع من تراجع الذاكرة والاصابة بخرف الشيخوخة وبالرغم من ان هذه المضاعفات قد لا تحدث للجميع الا ان التقرير اشار الا انه كلما طالت مدة بقاء المريض فى العناية المركزة ازدادت حدة وضوح العلامات المتعلقة بشيخوخة الجسد.
وبالرغم من سعى النساء فى العالم أجمع للرشاقة والتخلص من الوزن الزائد إلا أن فقدان الوزن هو أحد اسباب شيخوخة الجسد خاصة فى حالة فقدان الوزن السريع والكبير. طبيعة العمل نفسها قد تكون سببا رئيسيا لتلف الخلايا فعدد ساعات العمل الطويل والضغط الناتج عن العمل قد يحدث تلفا فى مادة التيلوميرات الموجودة فى اطراف كروموسومات الحمض النووى والتى تحميها من التلف ويؤدى ذلك الى حدوث تدهور مرتبط بالعمر وبالكفاءة الوظيفية للجسد وكلما زادت ضغوط العمل نقص عمر التيلومترات. من العوامل التى تؤدى الى التقدم المفاجئ فى العمر البيولوجى للجسم هو المرور بأزمة نفسية صعبة أو فجيعة كبرى مثل فقدان شخص عزيز فالحزن الشديد يؤدى الى حدوث نوع من الالتهاب فى الجسم فى الاسابيع التى تلى الازمة مباشرة واستمرار هذه الحالة يؤدى الى شيخوخة الجسد قبل الآوان. وما أكدته الدراسة هو ان الشيخوخة هو اسلوب حياة يختاره الانسان فى حالات كثيرة وتقليل التوتر والقلق يؤخر الشيخوخة قطعا.
رابط دائم: