رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عن بعض منا .. ووزيرة الثقافة .. وتوثيق النصر

كان التسامح والطيبة والصفح والرحمة من أهم صفات الشخصية المصرية كما عرفتها وأحببتها .. فكيف نفسر ما ينشر الآن من عنف وقسوة وأحداث غريبة علينا وتشمل الكبار والصغار والرجال والنساء وحتى الأطفال .. من يصدق أن مجموعة من التلاميذ يغرقون بوابة مدرستهم بالكيروسين ويشعلون النار فيها، وتلاميذ صغار يتسابقون على مكان الجلوس فى الفصل ويتضاربون إلى حد الموت، وزوجة تقفز من شقتها بالدور الثالث هروبا من ضرب زوجها وتسقط جثة هامدة، وزوجة تطعن زوجها لخلاف على غسيل ملابسه، ويحكم القضاء بالإعدام شنقا على زوجة أطلقت رصاصة على رأس زوجها المدمن الذى يضربها وأولادهما الأربعة بالكرباج أثناء تناوله المخدرات وسطهم فى البيت!! بالطبع ليست هذه النماذج كل الشخصية المصرية فلدينا النماذج العاملة والمقاتلة المشرفة ولم تبتعد عن احتفالنا بذكرى نصر أكتوبر الذى تجلت فيه سمات الشخصية المصرية عندما أتيح الإعداد والوعى بالأخطار التى تهدد بلادها، ولدينا أبناؤنا الأبطال المقاتلون والمرابضون على جميع حدودنا ولكن هذا لا ينفى أعراض عنف غريب وشاذ يجب أن يدق أجراس الانتباه ويدعونا للوقوف بالفحص والبحث الاجتماعى والنفسى عن أسباب وجود تحولات سلبية ومرضية حتى لو كانت فى نماذج محدودة كما أرجو، وكيف أثر تخبط وانحراف فكر يدعى التدين ظلما وعدوانا على الدين الذى إذا فهم فهما حقيقيا وسليما لكان من أسباب اطمئنان الشخصية وثبات انفعالاتها يسبقه التربية فى البيت والوعى الثقافى والإنسانى وقدرة تحقيق الذات والحدود الآمنة لتكاليف الحياة وقدرة التعبير عن الذات وعدم السقوط فى براثن الإدمان التى يبدو واضحا تزايد النشاط الإجرامى لشبكاتها الآن، ولا أظن أننى وحدى التى يلفتها ويؤلمها ما طرأ على سلوكيات البعض منا من عنف وقسوة وتجاوزات وحدة فى الألفاظ وسرعة فى تطاول الأيدى والألسنة... فإذا كانت الشخصية المصرية هى عماد وأهم أسرار كل تفوق وانتصار وعبور لكل ما مر بمصر من أزمات عبر تاريخها الطويل فهل المراد أن تبتعد وتفتقد هذه المقومات وتصاب بالمرض العضال الذى أصاب كثيرا من أبناء امتنا، وهو الصراع الذى يمزق نسيج ووحدة وقوة واستقرار وتماسك الأمم.

الظهير الشعبى من ملايين المصريين والأرقام غير المسبوقة فى تاريخ الثورات الإنسانية هو المكون الحقيقى لدولة 30/6 فهل نترك العنف يتسلل إليها كالمرض الخبيث لا قدر الله، أم نرصد هذه الظواهر السلبية وحجمها ونقف وقفات جادة فى مواجهة ما يجمع الباحثون والمتخصصون عن أسبابها، وإذا كنت لست متخصصة فى علوم النفس أو الاجتماع لكننى كجزء من النسيج الاجتماعى وككاتبة أعيش نبض الواقع الإنسانى تقلقنى بشدة هذه التغييرات وأن تضعف أدوار  مؤسسات مؤثرة يجب أن تشارك فى دعم السمات الأصيلة للشخصية المصرية والانتباه إلى إبراز وإعلاء النماذج الإيجابية والبناءة فى جميع المجالات، خاصة فى الفن بما له من تأثيرات بالغة الخطورة خاصة مع انتشار الأمية رغم ما يتمتع به المصريون من وعى وثقافة بالفطرة ممتدة من جذور ثقافية وحضارية عميقة ومقاومة محاولات البحث عن الرواج والانتشار بنماذج فاسدة خاصة فى استخدام التقنيات الحديثة... اننى وأنا أشرف بتبنى قلمى منذ شهور لاسترداد المعلمين حقوقهم ومكانتهم الأدبية والمادية والثقافية وعتاب لنواب الشعب عن عدم اهتمامهم بإصدار التشريعات التى تؤيد وتحمى هذه الحقوق ودعوة نقابتهم إلى دور واهتمام أكبر بدعم حقوق جميع الأجيال من المعلمين والمعلمات ورفع مستوى الخدمات التى تقدم لهم والسعى لزيادة دخولهم ومعاشاتهم ومعاشات النقابة، أرجو من المعلمين والمعلمات بكل ما لهم من مكانة وقدرة على التأثير فى بناء الاجيال ان يكونوا فى مقدمة من يقودوا الحفاظ على السمات الأصيلة للشخصية المصرية خاصة انهم يقومون بتربية وتعليم ملايين الطلبة والطالبات وأن يكون المعلم والمعلمة خير نماذج ايجابية يقتدى ويتمنى ان يكون مثلهم الطلبة والطالبات، وعلى العمر الذى اكرمنى الله به مازلت اذكر واحفظ ما تعلمته من معلمين ومعلمات أفاضل كانوا قدوة ومثلا أعلى لأعظم الأجيال المصرية.

> دعوت  د. ايناس عبدالدايم وزيرة الثقافة وهى فنانه تعرف قدر معاناة الفنانين والمبدعين وان رأسمالهم فى إبداعهم لايدر عليهم أموالا وثروات يحتمون بها من غوائل الزمن ومما يأتى به التقدم فى العمر من متاعب صحية، وتعرف الوزيرة الفنانة سعار أسعار العلاج ومستوياته، ويوم الاثنين الماضى قرأت على صفحات الأهرام مقال الكاتب الكبير محمد سلماوى عن الظروف الصحية المؤلمة التى تعرض لها ويعيشها المبدع الكبير إبراهيم عبدالمجيد أحد سادة وكبار مؤلفى الرواية ــ عافاه الله وشفاه بقدر ما أمتع وأسعد قراءه ــ ... لقد كتبت من قبل راجية من وزيرة الثقافة توفير أنظمة رعاية صحية وإنسانية تليق بعطاء المبدعين وبما يمثلونه لقوة مصر الناعمة وهو ما نبهت ودعت إليه كثير من مبدعاتنا الكبار لما لاقين من معاناة قبل رحيلهن مثل المخرجة الكبيرة عطيات الابنودى والكاتبة الكبيرة نوال السعداوى رحمهما ورحمنا الله وعافى أديبنا الكبير إبراهيم عبدالمجيد وأمده بالصحة والعافية.

> لم يبتعد كثيرا عن احتفالاتنا بنصرنا العظيم فى السادس من اكتوبر وفى بعض ما قرأت من حوارات وتصريحات لمن شاركوا استوقفنى تضارب واختلافات فى أسماء وادوار بعض من قاموا بعمليات شاركت بأدوار مهمة فى تحقيق النصر مما يجعلنى أرجو من الشئون المعنوية لقواتنا المسلحة أن توثق وقائع عمليات حرب 1973 منعا لاختلاط هذه الوقائع وأسماء من قاموا بها فى ذاكرة الأجيال، خاصة ان الأعمار تتقدم ولا يريد من بقوا على قيد الحياة اطال الله فى اعمارهم  من أبطال النصر العظيم شكرا ولا جزاء الا أن يعرف ما شاركوا به فى عمليات النصر وأن توثق بأسمائهم  مع تحية إجلال وإكبار لمقاتلينا من الجنود والضباط والقادة وكل من شارك فى صناعة نصر أكتوبر العظيم .

> الحمد لله .. النخوة والأصالة المصرية مازالت بخير هكذا قرأت غضب جموع من المصريين من تجاوزات من يطلق عليهن فنانات ظلما للفن الحقيقى الذى يمثل قيمة وإضافة للعقل والروح ولا يستعين بالعرى لإخفاء العمر الذى تقدم والجمال الذى تراجع .. لن يكون العرى أبدا دليلا على التحضر والتقدم ومن مقاييس أى حرية من الحريات.


لمزيد من مقالات سكينة فؤاد

رابط دائم: