-
اللواء يحيى السنجق: استمرار خطط التحديث لمنظومة الدفاع الجوى وفقا لمنهج علمى مدروس
بعد إنشاء حائط الصواريخ عام ١٩٧٠، نجحت قوات الدفاع الجوى فى قطع الذراع الطولى للقوات الإسرائيلية، وكانت اليد العليا فى سماء الحرب لقوات الدفاع الجوى المصرى بعد تحييد التفوق الجوى الإسرائيلى، وتأمين قواتنا فى سيناء وحماية سماء الوطن من هجمات الطيران الاسرائيلى، وإسقاط وتدمير أكثر من 200 طائرة لإسرائيل وإفقادها أكفأ طياريها. واستطاعت منظومة الدفاع الجوى للجيش المصرى فى أكتوبر 1973، أن تمنح القوات البرية القدرة على التحرك وتدمير مواقع وحصون العدو شرق قناة السويس، بصورة على أعلى درجة من الاحترافية، وفى أمان كامل، بعد شل حركة الطيران الاسرائيلى، على الاقتراب من قناة السويس.
اللواء يحيى السنجق
ويقول اللواء الدكتور يحيى السنجق، الخبير الاستراتيجى وأحد ابطال سلاح الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر، إنه منذ انتصار اكتوبر 1973 استمرت خطط وعمليات التطوير والتحديث فى منظومة الدفاع الجوى وفقا لمنهج علمى مدروس ومحدد لتنمية القدرات القتالية والفنية للقوات المسلحة، بما يمكنها من تنفيذ المهام المكلفة بها لحماية وتأمين المجال الجوى المصرى، ومجابهة التهديدات والعدائيات وحماية سماء مصر على جميع المحاور والاتجاهات الاستراتيجية.
واوضح انه مع دخول الطائرات النفاثة ذات السرعات الكبيرة التى من الصعب على المنظومات والمدافع المضادة للطائرات المصرية التعامل معها كما ظهر فى العدوان الثلاثى على مصر عام ١٩٥٦، وتطورت المنظومة الدفاعية «م.ط» عالميا فظهرت الصواريخ المضادة للطائرات فعملت القوات المسلحة المصرية على الحصول عليها من الاتحاد السوفيتى الذى كانت مصر ترتبط معه بعلاقات دبلوماسية قوية فدخلت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات اواخر عام ١٩٦٢ أوائل عام ١٩٦٣ وتلى ذلك عدوان ١٩٦٧، وكانت المدفعية المضادة للطائرات تتبع فى ذلك الوقت إداريا سلاح المدفعية والقوات الجوية عملياتيا وظهر جليا للقيادة السياسية والعسكرية فى ذلك الوقت اهمية الدفاع الجوى كقوة مستقلة لها قيادتها ولها اهدافها الحربية فشكلت قيادة قوات الدفاع الجوى المصرية عام ١٩٦٨ وعين اللواء حسن كامل مساعدا لوزير الحربية لشئون الدفاع الجوى، واللواء محمد على فهمى رئيسا لأركان قوات الدفاع الجوى. ومع بداية حرب الاستنزاف وبداية الصراع بين القوات الجوية الإسرائيلية وقوات الدفاع الجوى المصرى. تم تغيير القيادتين الجوية والدفاع الجوى وعين اللوا طيار على بغدادى قائدا للقوات الجوية واللواء محمد على فهمى كأول قائد لقوات الدفاع الجوى.
وتطرق اللواء يحيى السنجق الى ملحمة تطوير وتحديث قوات الدفاع الجوى فى اثناء الاعداد لحرب أكتوبر، قائلا: عملت القيادة الجديدة للدفاع الجوى بقيادة اللواء محمد على فهمى على اهمية تطوير القوات وادخال اسلحة ومعدات قتالية حديثة حتى يمكنها منع العدو الجوى الذى تدعمه الولايات المتحدة. فظهرت الصواريخ المتعددة الخواص القتالية حتى يمكنها التعامل مع الطائرات الحديثة وأعيد تدريب وتسليح الوحدات فى العمق لمنع العدو الجوى من التدخل وتدمير هذه الوحدات قبل تمام استعدادها قتاليا وفنى. ولجأت كتائب الصواريخ الى اسلوب كمائن الصواريخ لإزعاج العدو الجوى من حين لآخر وتحقيق خسائر كبيرة له. وساعد الاتحاد السوفيتى فى هذه المرحلة حتى تمام استعداد كتائب الصواريخ واصبح من اللازم تحركها من مناطق التدريب فى العمق الى خط القناة لحماية القوات البرية والاهداف الحيوية فى العمق . فكان امام القيادة لقوات الدفاع الجوى أسلوبان. اما التحرك للقوات فى وقت واحد لاحتلال مواقعها فى منطقة القناة أو على وثبات. وبدراسة القيادة على مخاطر ومزايا كل أسلوب تأكد لها ان نظام التحرك على وثبات فى اتجاه خط القناة هو الانسب والافضل عسكريا فتحركت كتائب الصواريخ الى خطوط متتالية الخط الخلفى يمحى الخط المتحرك حتى يصل الى مواقعه المحصنة ثم يتحرك الخط الخلفى ليتقدم على الخط الامامى وهكذا. وأضاف: إن قوات الدفاع الجوى نجحت فى اقامة حائط الصواريخ ومنعت القوات الجوية الاسرائيلية من العربدة فوق القوات البرية بالقناة واخذت بذلك الفرصة للاستعداد القتالى لحرب أكتوبر ١٩٧٣ واثناء حرب اكتوبر نجحت «ق. دجو» فى حماية عبور القوات البرية للقناة وتدمير خط باراليف. وتحقيق حماية وسيطرة جوية وبعمق ١٥ كم شرق قناة السويس. وفى النهاية سيستمر الصراع بين الطائرة والدفاع الجوى قائما وحتى إشعار آخر قد يقصر او يطول.
ويضيف السنجق انه مع نهاية الحرب العالمية الثانية تطورت الصواريخ «ارض- ارض» وظهرت الصواريخ المضادة للطائرات بسرعات عالية اسرع من الطائرات والصواريخ «ارض- ارض»، وعدل من خواصها القتالية حتى تتمكن من الاشتباك مع الاهداف ذات الارتفاعات العالية والمتوسطة والمنخفضة، وظهرت أجهزة الحاسب الآلى ( الكمبيوتر ) لتحل مشكلة تلاقى المقذوف مع الطائرة أو الصاروخ فى نقطة مستقبلية فى خط سير الطائرة فى الجو واستمر الصراع بين الطائرة ووسائل الدفاع الجوى، وظهرت الطائرات بدون طيار والموجهة لاسلكيا وراداريا من بعد واستخدمت إسرائيل هذه الطائرات ضد القوات المصرية فى خط القناة فى حرب الاستنزاف وأثناء حرب اكتوبر ١٩٧٣، وتمكنت قوات الدفاع الجوى من إسقاطها ونجحت فى التعامل معها بالرغم من صغر حجمها. وكان الغرض من استخدامها فى هذا الوقت هو القيام بعمليات استطلاع لقواتنا بطائرات دون تعرض قائديها للخطر بعد سقوط العديد منهم عن طريق عناصر الدفاع الجوى المصرى وكانت هذه الحرب هى الحرب الإلكترونية الأولى عالميا.
رابط دائم: