قبل أيام، رفضت الملكة إليزابيث قبول جائزة «مسن أو عجوز العام» التى أرادت مجلة بريطانية منحها لها. الملكة اعتبرت أن معايير الجائزة لا تنطبق عليها لأن عمر الشخص هو ما يشعر به، أى أنه لا يقاس بالسنين. المجلة نفسها عرضت على زوجها الراحل فيليب جائزة 2011، لكنه رد قائلا: «لا يوجد شىء يؤثر فى المعنويات أكثر من التذكير بأن السنوات تمر، وأن الجسم العجوز يبدأ بالانهيار، لكن من الجيد أن يتذكرنا أحد».
قضيتنا ليست الملكة أو زوجها، بل مجلة تسير وحيدة تقريبا فى طريقها. الصحفيون عموما مهووسون بصحافة الشباب والمشاهير. كلما تناقشوا فى كيفية انتشال الصحافة من أزمتها تساءلوا كيف نجذب الشباب؟، إنهم الفئة الأكبر فى المجتمع، كما أن المشاهير لديهم المال، فلماذا لا نهتم بهاتين الفئتين؟ بالفعل، صدرت مطبوعات كثيرة موجهة لهم، لكنها للأسف لم تنجح.
الشباب لديهم وسائلهم الخاصة للحصول على ما يريدون، ولهم اهتماماتهم المتنوعة التى تعجز الصحافة كثيرا عن تلبيتها. لقد خاصموا تقريبا الصحافة الورقية، ليس عندنا فقط بل فى معظم العالم. المشاهير أيضا لهم عالمهم ورغباتهم، ولديهم الامكانات لتوفيرها. حسب دراسات عديدة، كبار السن هم الفئة الأكثر مواظبة على قراءة الصحف، ومع ذلك ليس هناك اهتمام كاف بهم باستثناء موضوعات موسمية معلبة عن مشاكل ما بعد المعاش والصحة والصعوبات المادية.
مجلة «ذى أولدى»، أى العجوز البريطانية، آلت على نفسها مهمة تقديم صحافة لهذه الفئة. مؤسسها ريتشارد إنجرامز يقول: إن هدف تأسيسها أوائل التسعينيات تقديم منتج صحفى طريف متحرر التفكير، يكون بديلا لصحافة لا تعير المسنين اهتماما. صحافة خالية من الشباب والزمن ونصائح المعاش. عند ظهورها، أجمعت الصحافة البريطانية على تحقيرها وتوقعت توقفها بعد 6 أسابيع.
المجلة وزعت 140 ألف نسخة مع إقبال المعلنين عليها، لكنها واجهت مشاكل فانتقلت من مالك لآخر. حاليا توزع 50 ألف نسخة، ومع ضخ تمويل جديد، يتوقع صحفيوها ارتفاع توزيعها مجددا.
كبار السن فئة نسيتها الصحافة، فابتعدوا عنها. إنهم جزء من الحل وليسوا المشكلة.
[email protected]لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام رابط دائم: