رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

خطوة على طريق إصلاح التعليم

التعليم فى الصغر كالنقش فوق الحجر، بينما التعليم فى الكبر مثل النقش على الماء.. هذه حكمة رددها أجدادنا، وسوف تظل صحيحة إلى ما شاء الله تعالي. نعم.. إن التعليم الحقيقى الذى نتمناه جميعًا يجب أن يبدأ مع أطفالنا منذ نعومة أظفارهم، وهذا بالضبط ما تعكف الدولة بكل أجهزتها على تطبيقه حاليًا. وفى هذا الإطار تأتى الخطوة المشكورة من جانب وزارة التضامن الاجتماعى بالإعداد لافتتاح 3500 حضانة جديدة فى القرى التى يشملها برنامج حياة كريمة، وهو البرنامج الذى يأتى ضمن المشروع القومى العملاق لتطوير الريف، والذى بدأه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى محافظات مصر.

والحقيقة أن هذه الحضانات الجديدة والتى تتم بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولى (جايكا)، تتبنى مفهومًا جديدًا، ومنهجية غير تقليدية، فى تعليم الصغار. إنها منهجية تستهدف تنمية الطفولة المبكرة تنمية شاملة متكاملة، وليس مجرد تقديم تعليم قائم على الحفظ والتسميع دون فهم. وتسمى المنهجية الجديدة هذه (التعليم من خلال اللعب)، التى تقيم عليها دولة اليابان نظام تعليم الأطفال عندها.

وعندما نتمعن قليلًا فى عدد الحضانات الذى أعلنته نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى قبل أيام، وهو 3500 حضانة على مستوى 20 محافظة، فسوف ندرك مدى جدية الدولة وتصميمها على النهوض بالعملية التعليمية من جذورها. وبطبيعة الحال فإن أحدًا لا يمكنه أن يشكك فى الرغبة الصادقة لدى الدولة فى النهوض بالتعليم، خاصة أن كثيرًا من مفردات التعليم لدينا باتت عتيقة وخارج مستوى التعليم العصرى فى الكثير من الدول المتقدمة.

ويكاد يجمع خبراء التعليم عندنا على أن أى تطوير حقيقى يجب أن يبدأ مع الأطفال الصغار، ثم يتم التدرج خطوة خطوة معهم فى مراحل السن المتتابعة وصولًا إلى جيل لديه جودة تعليمية لا تقل عن جودة أى متعلم بالعالم. وبديهى أن نظام التعليم باللعب هذا لن يكون وحده الذى سوف يتم تطبيقه، وإنما هناك خطة شاملة تحتوى على الكثير جدًا من التفاصيل، لكن المهم الآن أن نصبر قليلًا، وأن نؤمن بحقيقة أن إصلاح التعليم لن يتم فى يوم وليلة، بل سيحتاج إلى عدة سنوات.


لمزيد من مقالات رأى الأهرام

رابط دائم: