يثير وجود كتلة فى الصدر ذعر وفزع السيدات والشابات, وأول ما يخطر فى ذهنها «سرطان الثدي» وتعيش لحظات وأياما من الرعب لكن لا داعى للمبالغة فى المخاوف فمعظم هذه التكتلات غير سرطانية وهى شائعة نسبيا بين النساء وغالبا ما يتم تشخيص الورم على انه ورم غدى ليفى حميد.
كما يؤكد د جلال لطفى أستاذ أمراض النساء والتوليد, فالورم الغدى الليفى أكثر أمراض الثدى الحميدة شيوعا عند النساء الشابات, ويكون عبارة عن كتلة صغيرة تتكون من نسيج ليفى وأنسجة غدية وغالبا ما تصيب النساء اللاتى تتراوح أعمارهن بين 20 و40 عاما , هذه التكتلات الغددية تنتشر بنسبة 25 إلى 30%. وقد تلاحظ السيدة تغير فى ملمس الثدى وتجد كتلة مستديرة ومنتظمة ومتحركة تشعر بها عند ملامسة الثدى ويكون حجمها بين 1و2 سم حسب حجم ونوع الكتلة وهى تغيرات حميدة غير مؤلمة لا نستطيع أن نضعها تحت مسمى أورام ويزيد حجمها ويقل فى وقت الدورة الشهرية وتحولها لأورام خبيثة نادرة الحدوث. ولا يعرف سبب لظهور الورم الغدى الليفى ولا ترتبط بالهرمونات ولكن يمكن أن يختلف الحجم تحت تأثير هرمونى الأستروجين والبروجسترون الأنثوى . ونظرا لأن الورم الليفى حميد فلا داعى لإزالته إذا كان صغيرا وغير مؤلم ولا يزعج المريضة لأنها غالبا تختفى من تلقاء نفسها ونوصى السيدات بلبس ملابس واسعة وقد نعطى علاجا خفيفا لتقليل حجم الكتلة وتخفيف الألم ولا تأثير لها على الحمل أو الرضاعة .
ويقول د. وسام الشريف أستاذ علاج الأورام بطب قصر العينى أن كتل الثدى ليست مرضا ولكنها تنوع طبيعى لا يحتاج علاجا لكنه يحتاج لتشخيص إكلينيكى من طبيب الأورام ليتعرف على نوعه فاذا كان من التكتلات الحميدة يكون علاجه اعطاء الثقة للمريضة أنه ليس مرضا ولا يحتاج علاجا ولكن لابد من المتابعة كل 6 أشهر أو سنة واذا كانت الكتلة تحتاج لعمل أشعة ماموجرام فهى خطوة ثانية لاجرائها بناء على الفحص السريرى للطبيب المعالج. وعادة نحن لا نفضل عمل أشعة الماموجرام فى السن الصغيرة للفتيات ولكن تكون الأولوية للفحص الإكلينيكى فقبل عمر الأربعين يكون العلاج ليس له داع والأفضل للسيدات اتباع النصائح الطبية وليس الخوف لأنه يؤدى لقرارات خاطئة , فالقلق والخوف هو المرض الحقيقى ويجب اتباع الوسائل العلمية لأن كثرة استخدام الماموجرام يشكل خطورة على السيدات والجراحات بغير ضرورة تشوه الجسم فيجب مراجعة طبيب متخصص فى الأورام أو الذهاب للجنة الكشف المبكر عن أمراض سرطان الثدى المتواجدة الآن فى جميع أنحاء مصر والتى تقدم الخدمة بالمجان . وتشير نسبة اصابة السيدات بأورام الثدى تحت عمر 30 عاما بنسبة واحد من كل 73 سيدة . والأورام الحميدة أو الورم الغدى الليفى , يأتى من تكاثر فى الأنسجة ما زال محدودا وخاضعا نسبيا للجسم والخلايا نفسها لاتتكاثر خارج القواعد وليست لها القدرة على غزو الأوعية الدموية لتتغذى عليها ولكنها نتوءات أو زوائد تحدث مع تقدم العمر. والضرر الناتج عنها هو ضرر موضوعى ناتج عن الضغط الذى تسببه لذا نحن نضعها تحت بند المتابعة وعلى عكس المعتقد, نؤكد أن معظم الأورام الحميدة أو 95% منها ليس لها القدرة على التحول الى أورام خبيثة . وهذه معلومة مهمة لأن فى بعض الأحيان يكون عند المريضة كتلة أو كيس دهنى تشتكى منه , نوضحها انه لا يحتاج الا للمتابعة فقط وان استئصاله يكون اختياريا وفى الوقت الذى تحدده هى فليس هناك ضرورة أو وقت محدد لاجراء ذلك ولكن تبعا لرغبتها الشخصية.
رابط دائم: