هل من المفيد أن نتمسك بتدريس هذا العدد من اللغات الذى يشمل اللغة الأم وثلاث لغات أجنبية فى المرحلة الثانوية، وهل استفدنا كمجتمع من دراسة اللغة العربية ولغتين أجنبيتين أولى وثانية؟.. لو قيس هذا الأمر بنتائجه، فإن الإجابة ستكون واضحة لأن المحصلة اللغوية لخريج الثانوية العامة بعد 12 سنة دراسة للعربية و6 سنوات للفرنسية (أو الألمانية) معروفة للجميع حتى على مستوى خريجى المدارس الخاصة (لغات)، فلماذا لا تتوقف دراسة اللغات بنهاية المرحلة الإعدادية، وبعدها يتم التحول لدراستها بصورة احترافية من خلال جهات متخصصة وإعطاء الطالب منحة دراسية لتعلم العربية والإنجليزية أو أى لغتين أخريين بمعدل يعكس مستواه، وذلك خلال الفترة من الإعدادية حتى الثانوية.. وكنتيجة مباشرة سيُختزل العبء الدراسى اليومى لطالب المرحلة الثانوية بمقدار الثلث تقريباَ مما يقلل الضغط النفسى وضيق الوقت الذى يعانيه فى أثناء الدراسة أو الاختبارات النهائية، ليدرس اللغات بصورة أكثر احترافية خلال دورات مكثفة صيفية، ليكتسب مهارات اللغة ويحصل على شهادة ذات طابع دولى يمكن استثمارها داخل مصر وخارجها، كما إنها ستكون أحد المؤهلات لبعض الوظائف، إلى جانب عدم تحمل أسرته أى أعباء مالية، والمستفيد الثانى، وزارة التربية والتعليم حيث ستنفض عن عاتقها العجز فى مدرسى اللغات، وستجد متسعا فى اليوم الدراسى لمضاعفة زمن حصص المواد الأخرى لما يقارب زمنها فى مراكز الدروس الخصوصية، مما يتيح لمدرس الفصل (ومساعده) تغطية المناهج الأخرى بالكفاءة المنشودة والتقييم المستمر، والمناقشات ومشاركة الطلاب فى مطالعة المنصات التعليمية التى استثمرت الوزارة الملايين فى إنشائها، بالإضافة إلى إمكانية تخفيض كثافة الفصول، وسوف يستحدث هذا النظام لوزارة التعليم العالى مقياساً حقيقيًا لانتقاء طلاب الكليات الصحية (الطب والأسنان والصيدلة)، وكليات الهندسة والعلوم والتربية و الآداب اعتمادًا على تميزهم النسبى فى معدل اللغة المناسبة لكل منها.
د. محمد حسين محمد
أستاذ الكيمياء الحيوية بعلوم طنطا
رابط دائم: