قد يعتقد البعض أن الأوضاع فى الإقليم قد استقرت من حولنا بسبب انهماك مصر فى مشروعها الضخم لإعادة البناء فى كل بقعة على أرضها، وقد ينتج هذا الاعتقاد من ان الغالبية العظمى لا تعطى اهتماما للأوضاع الإقليمية والدولية إلا فى حالة واحدة وهى تأثر تدفق العمالة المصرية إلى الدول المحيطة.
واقع الأمر أن الأوضاع الإقليمية والدولية وتطوراتها هو شأن المتخصصين الذين يعملون فى مراكز البحث والدراسة أو فى مؤسسات الأمن القومى التى تضع نصب أعينها كل صغيرة وكبيرة من تطورات تحدث حولنا.
واقع الأمر أيضا يشير إلى خطورة ما يحدث حولنا والى ضرورة تنبيه الرأى العام إلى أن مصر تبنى وعيونها شاخصة إلى الأزمات الإقليمية والدولية وهى مهمة ليست سهلة ويخبرنا التاريخ بذلك بوضوح فقد سعى محمد على مؤسس الدولة الحديثة اعتبارا من 1805 إلى إعادة بناء مصر بدءا من تأسيس جيش وطنى قوى حيث لم يكن لدينا الا شراذم من المماليك، وبناء مدرسة للطب وترسانة بحرية وأسطول بحرى، وأرسل البعثات للخارج واستعان بأهم خبرات فى أوروبا لتطوير منظومة الرى، وأرسل إبراهيم باشا لتأديب العثمانيين فاجتاح بلاد الشام كلها فى شهور وهزم جيش الإمبراطورية العثمانية فى لحظات فكانت تلك لحظة فارقة فى النظام الدولى لكن تربصت به القوى الدولية وهو درس أعتقد أنه تم استيعابه وخلاصته التنمية وحماية الوطن والتعامل بحكمة وحسم مع الأزمات الاقليمية وهو ما يقتضى رفع أولوية بناء الإنسان إلى مقدمة الأولويات بالتركيز على: التعليم والصحة.
لمزيد من مقالات جمال زايدة رابط دائم: