رقم قياسى مصرى بمشاركة 7 أفلام لأول مرة
وسط أجواء من الإثارة والتحدى، ورفع شعار البهجة والجمال؛ شهدت الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائى قبل انطلاقها بساعات تعرض مقر حفل الافتتاح لحريق حظى بمتابعة عالمية كبيرة، لكن إدارته نجحت سريعًا فى إزالة آثاره، كأنها ترسل رسالة إلى العالم بأنه «وُلد ليبقى»، وذلك فى الفترة المقررة له من 14 الى 22 أكتوبر الحالي؛ ليؤكد أنه مهرجان جاذب للأفلام الجديدة، التى بدأ عرضها بالفعل، إذ يشارك نحو 80 فيلما منها 37 روائيا طويلا، و15 وثائقيا، و23 قصيرا، إضافة إلى ستة أفلام؛ ضمن برنامج العروض الخاصة، فيما تبلغ قيمة الجوائز نحو 224 ألف دولار.
تتسم دورة هذا العام بتعدد الأنشطة، سواء بعروض أفلام مميزة، أو ندوات ونقاشات وحوارات، أو بتقديم مضمون ونقاشات تفيد صناع المحتوى، أو بحسن اختيار الأفلام نفسها. وقال مدير المهرجان انتشال التميمي: «حرصنا على استقطاب أفضل الأفلام التى شاركت فى هذه المهرجانات، منها ثمانية شاركت فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى هذا العام، وتُعرض لأول مرة بالمنطقة».
أبرز الأفلام
وقد بدأت ــ أمس الأول (الجمعة) ــ عروض الأفلام، فكان الجمهور على موعد مع الفيلم الفنلندى « الرجل الأعمى الذى لم يرغب بمشاهدة تايتانيك»، من إخراج تيمونيكى، واستقبل بحفاوة كبيرة، وتدور أحداثه حول ياكو الكفيف المقيد بكرسى متحرك، ويود مقابلة حبيبته سيربا التى تقطن بعيدًا، ورغم إعاقته وعدم مغادرته المنزل دون مساعدة، إلا أنه يقرر المخاطرة بزيارتها فى رحلة تحمل تفاصيل إنسانية بين الخير والشر. وكان الفيلم حصل على جائزة الجمهور فى مهرجان فينيسيا االسينمائى الدولى. كما عُرض الفيلم المغربى الفرنسى «على صوتك» إخراج نبيل عيوش، وتدور أحداثه فى منطقة «سيدى مؤمن» بالدار البيضاء، حول الشاب «أنس»، وهو مغنى راب سابق، يعمل بمركز ثقافى فى منطقته، ويشجع طلابه للتعبير عن قضاياهم وواقعهم بحرية دون قيد من خلال فن «الهيب هوب».
وقد عُرض الفيلم للمرة الأولى فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى. وكان مقررا عرض الفيلم الصينى «ثانية واحدة» الجمعة، ولكن تأجل عرضه، بسبب خطأ تقنى فى الترجمة، وهو للمخرج الصينى الشهير زانج ييمو، وقد افتتح مهرجان سان سباستيان السينمائى الدولى. وتدور أحداثه فى الصين خلال الثورة الثقافية، إذ يهرب سجين مجهول الهوية من معسكر عمل، ويخاطر بكل شيء للبحث عن بكرة فيلم مسروقة تظهر فيها ابنته المفقودة منذ زمن طويل، لكنه يصادف فى طريقه فتاة يتيمة تطاردها خسارتها البائسة.
ومساء أمس السبت عُرض فيلم «كباتن الزعتري»، من إخراج على العربى ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة. ويحكى قصة محمود وفوزى، اللذين يعيشان فى مخيم الزعترى للاجئين فى الأردن منذ خمس سنوات، وعلى الرغم من ظروفهما الصعبة، إلا أنهما يركزان كل طاقتهما على حبهما الأول: كرة القدم، وعندما تصل إلى «أكاديمية أسباير» إلى المخيم لاختيار لاعبين لبطولة دولية، يحصل الصديقان على فرصة حياتهما. ومن أبرز الأفلام المشاركة (مقصورة رقم 6) للمخرج الفنلندى يوهو كوسمانين، و(واقعة) للمخرجة الفرنسية اُودرى ديوان، و(كوستا برافا) للمخرجة اللبنانية مونيا عقل.
كما يعرض المهرجان سبعة أفلام مصرية منها (ريش) للمخرج عمر الزهيرى الحاصل على جائزة أسبوع النقاد بمهرجان كان السينمائى، و(أميرة) للمخرج محمد دياب الحاصل على ثلاث جوائز من مهرجان البندقية، و(قمر 14) للمخرج هادى الباجورى. وعن مشاركة الأفلام العربية فى المهرجان، قال التميمي: «هناك اهتمام كبير بالأفلام العربية فى المنطقة، وتنافس قوى على وجود الأفلام فى أى مهرجان عربى، وقد نجحنا على مدار السنوات الماضية فى الاستحواذ على أهم الإنتاجات العربية السينمائية، ونضيف فى هذا العام رقمًا قياسيًا جديدًا بمشاركة سبعة أفلام مصرية بينما تعانى مهرجانات أخرى لتحقيق هذا العدد، وبالتالى نطمح أن يكون المهرجان مركزًا للسينما العربية».
إنتاجات.. وتكريمات
من جهته، قال المدير الفنى للمهرجان، المخرج أمير رمسيس إن البرنامج يضم عددًا كبيرًا من الأفلام الفائزة بجوائز المهرجانات الكبرى، ومن بينها الفيلم الفائز بجائزة أسد فينيسيا «الحدث»، وغيره من الإنتاجات السينمائية الحديثة المهمة، ما يؤكد إصرارنا على استقطاب أحدث الأفلام، كما تم الحصول على فيلم جديد قبل ساعات من انطلاق المهرجان هو «بيل» للمخرج مامورو هوسودا الحائز جائزة الإنجاز الإبداعى بمهرجان لوكارنو هذا العام.
وعلى صعيد التكريمات، تم منح جائزة الإبداع للنجم أحمد السقا، والفنان الفلسطينى محمد بكرى، ما يعنى تكريم سينما الحركة والإثارة فى شخص السقا الذى استطاع أن يكون رافعة أساسية فى استنهاض هذه النوعية من الأفلام. وعلى المستوى العربى يأتى اختيار محمد بكرى لكونه قامة سينمائية كبيرة فهو من القلائل الذين لهم إسهامات سينمائية عربية ودولية ليس فقط فى هوليوود بل فى بولندا وإيطاليا وكرواتيا وصربيا وغيرها.
حلقات.. ومحاضرات
على صعيد الحلقات النقاشية تبحث «قضايا السينما أداة للتغيير المجتمعي»: التوزيع: المبادئ الأساسية لصناع السينما الشباب، وتصوير مصر القديمة فى السينما.
وعلى مستوى المحاضرات يتحدث الممثل السينمائى والمسرحى الشهير زبيجنيف زاماجوسكى عن تجربته فى العمل مع المخرج كريستوف كيشلوفسكى، الذى يحيى المهرجان الذكرى الخامسة والعشرين لرحيله. ويقدم خبيرا ما بعد الإنتاج فى شركة «نتفليكس»، كريم بطرس غالى وفرانك بيازا، محاضرة افتراضية عن دليل «نتفليكس لمرحلة ما بعد الإنتاج (الخطوة الأخيرة فى نقل القصة من السيناريو إلى الشاشة)، وكذلك ستتم مناقشة خطوات وضع الميزانية، وبناء فريق ما بعد الإنتاج المثالى للمشروع المقدم. كما يلقيان نظرة فاحصة على بعض المآزق الشائعة فى مرحلة ما بعد الإنتاج، وكيفية تجنبها. أما المحاضرة الأخيرة فيُلقيها المخرج ستيفان جرامبارت، بالتعاون مع جامعة رايرسون بالقاهرة، حول سرد القصص التفاعلية؛ مستخدما دراسات حالة من حياته المهنية، التى حاز فيها جائزة إيمى فى وسائل الإعلام الرقمية، لاستكشافه كيفية التكيف مع سرد القصص غير الخطية.
وتستهدف ورشة عمل تصميم الأزياءالسينمائية مصممى الأزياء المصريين فى منتصف مسيرتهم المهنية، وتُقام بدعم من السفارة الأمريكية بالقاهرة، وبالتعاون مع مدرسة السينما بجيزويت الإسكندرية ، وتتقاسم إدارتها مصممة الأزياء الأمريكية الشهيرة الأستاذة الجامعية ديبورا لانديس، وريم العدل صاحبة الخبرة العملية فى الأسواق المصرية والعربية.
يُذكر أنه من بين الندوات المهمة التى عُقدت جلسة عرض المشاريع: «سينما تيك»، بواسطة «جيميناى إفريقيا»، التى تهدف إلى اكتشاف شركات ريادة الأعمال التى تمتلك حلولا تكنولوجية لتسهيل عملية صناعة السينما وتطويرها.
رابط دائم: