رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بريد السبت يكتبه: أحـمد البرى
التحالف مع الشمس

بريد;

أتابع بإعجاب ما يكتبه د. كمال عودة غُديف أستاذ المياه والبيئة بجامعة قناة السويس فى «بريد الأهرام»، وقد استوقفتنى رسالته «بين الشمس والأرض» التى تناول فيها توجهات بيئية مهمة تهدف إلى تخفيض شدة أشعة الشمس المباشرة الواصلة إلى سطح كوكب الأرض، وتعليقا عليها أقول إن لى مساهمة علمية لتحقيق الغرض نفسه بمظلة فضائية موضعية، وقد سجلتها كملكية فكرية محمية علي مستوى العالم تحت عنوان «نظرة بيئية جديدة للتعامل مع أشعة الشمس»، وصدرت لها براءة علمية من أوكرانيا عام 2010، ويعرف هذا المشروع باسم «التحالف مع الشمس»، وجرى عرضه فى مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي عام 2012، بناءً على ترشيح لجنة التعاون العلمى والتقنى بمنظمة التعاون الإسلامى، وأيضا منظمة الاستجابة للتغير المناخى، ومن المهم تناول بعض تفاصيله فى بريدكم العريق. 

فعلميًا، أشير إلى دراسة سابقة لتخليق مظلة أتربة الكبريت بطبقات الغلاف الجوى العليا أجراها (بول كروتزن - الجائز على نوبل للكيمياء 1995م)، أو بسحب مخلقة من رذاذ مبثوث من مياه المحيطات، وهو مشروع تبنته مؤسسة (بيل وميليندا جيتس)، أو مظلة أتربة من غبار «الكويكبات» بالفضاء القريب، «وهى فكرة لعلماء إسكتلنديون»، وذلك لتقليل أشعة الشمس النافذة إلى سطح الأرض (كمحاكاة لتأثير انبعاثات البراكين).. وقد حللت كل هذه المقترحات وانتقدتها لك ونها غير عملية، وضارة بالبيئة كسبب للأمطار الحمضية، كما أن تأثيرها التظليلي عام وعشوائي وغير موجه، فتبرد الحار، وتجمد البارد، كما أن نموذج أعمالها فاشل لعدم تحديد المستفيد المباشر، وبالتالي الممول والمدير للمشروع، ومن ثمّ فإنها تفتقد عناصر الجدوى والحوكمة والاستدامة، كما أن مدة فاعليتها قصيرة، مما يتطلب تكرارها في دورات متتابعة لا نهائية ومكلفة... إلخ. 

وقد تم تلافى كل هذه العيوب فى المرحلة الأولى من مشروعى الذى تبنته نقابة المهندسين، ويتمثل الإنجاز العلمى والتحول الفكرى لهذا المشروع فى نقل حل مشكلة التغير المناخي وأعراضها، من نطاق التفاوض لتوزيع أعباء اقتصادية وتنموية ثقيلة على مختلف دول العالم، وتحلل بعض الدول العظمى كأمريكا من التزاماتها وفقًا لاتفاقية باريس الأخيرة، إلى تنافس عالمى على فرص استثمارية مستدامة تتعلق بعوائد التظليل المحكوم مكانًا وزمانًا، والتي ترتبط بوفر كبير في تكلفة طاقة التكييف والتبريد بالمناطق الحارة، وحفظ الموارد المائية التي تتبخر من الأسطح المائية المكشوفة بالمناطق الجافة، كالحال في بحيرة ناصر والبحر الميت، وذلك في المرحلة الأولى للمشروع (بمظلة فضائية تخفض درجة الحرارة موضعيًا بما لا يقل عن 10 درجات مئوية طوال فترة تشغيلها)، وبعوائد تصدير أشعة الشمس المباشرة إلى المدن الأوروبية الباردة، أو حصد ونقل طاقاتها الكامنة بالمراحل التالية للمشروع. 

وبمناسبة استضافة مصر مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي بمدينة شرم الشيخ، والمزمع عقده في ديسمبر 2022م، فإن فرصة تفعيل هذا المشروع، وعرضه كمساهمة للبحث العلمي المصري والعربي لحل معضلة عالمية مزمنة تقع على عاتق الهيئآت المسئولة عن هذه المناسبة النادرة التي لم يسبق لمصر أن استضافتها، وبذلك يكون لنا السبق فى هذه المسألة المهمة.

 

د. عرفة رضوان 

أستاذ «الأمان» بهندسة عين شمس 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق