أكاد لا اصدق أن شقة سيدة الشاشة العربية معروضة للبيع فى مزاد علني.. الشقة مساحتها ٤٨٥ مترا وتقع فى الطابق ١٢ فى عمارة ليبون على نيل الزمالك وعلى جانب آخر ترى حديقة الأسماك وهى أكثر عمارات مصر شهرة فقد اجتمع فيها عدد كبير من نجوم الفن ليلى فوزى ومحرم فؤاد.. والعمارة الشهيرة فيها مائة شقة وكانت فاتن حمامة أشهر من سكنها حتى انتقلت إلى القطامية لتعيش مع آخر أزواجها د.محمد عبد الوهاب.. ولا شك أن قضية بيع مساكن وفيلات الفنانين الكبار تثير شجونا كثيرة كما حدث مع فيلا ام كلثوم فى الزمالك وقد تحولت إلى فندق قبيح.. وكان ينبغى أن تتحول إلى متحف لها، فى الدول الأجنبية يمكن أن تزور بيوت الفنانين والشعراء والمبدعين، وفى مصر تحول بيت أمير الشعراء احمد شوقى إلى كرمة ابن هانئ وتحول بيت عميد الأدب العربى رامتان إلى متحف لآثاره وفى الدول الأوروبية تبقى بيوت المبدعين متاحف تجمع تاريخهم وقد زرت الكثير منها.. إن شقة فاتن حمامة كان ينبغى أن تتحول إلى متحف يضم تاريخها.. ولا احد يملك الحق فى منع ورثتها من البيع ولكن كنت أتصور أن يكون للدولة دور فى ذلك.. نحن أمام أشهر نجمات السينما المصرية والبلاد المتقدمة يساهم رجال الأعمال الأثرياء فى تحويل بيوت النجوم الكبار إلى متاحف تضم تراثهم.. سوف تبقى ذكرى فاتن حمامة تطوف عطرا فى المكان ولو بعد مائة عام.. لا أدرى من يسكن بيت فاتن حمامة بعدها وفيه رصيد طويل من الحب والعمر والذكريات .. إن الأماكن تحفظ أسرار أصحابها ولا تفرط فيها حتى لو سكنها آخرون ولا أتصور أن بيت فاتن حمامة مثل كل البيوت إن سنوات العمر وذكريات الحب سوف تبقى أطيافا تحلق فى كل مكان، بيت فاتن حمامة سوف يحفظ أسرارها حتى لو سكنه آخرون.. ما بقى من فاتن كثير وهو غير قابل للبيع فى صفقات أو مزادات لأن جدران البيوت تحفظ ملامح وأسرار أصحابها..
[email protected]
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: