أستاذ اقتصاد وفلاح.. الأول سأل.. والثانى أجاب.. السؤال كان قصيرا ومحددا: لماذا أنجبت 17 طفلا؟..
الإجابة كانت طويلة ومذهلة.. بدأها الفلاح بقوله: أنا فعلا لدى الآن 17 ابنا.. لكن عندما يتقدم بى العمر واحتاج لمن يعولنى سيكون لدى أبن واحد فقط.. وسأقول لك كيف.. فغالبا سيموت ثمانية، لأننى لن استطيع أن أوفر لهم علاج الامراض التى سيصابون بها.. قد تتصور سيدى أنه سيتبقى لدى تسعة ابناء.. لكن تجارب الحياة أثبتت أن ستة منهم لن يتمكنوا من تحسين أحوالهم وبالتالى لن يستطيعوا إعالتى عندما يتقدم بى العمر.. وسيتبقى ثلاثة من الممكن أن يتجاوزوا حالة الفقر التى نعيش فيها.. وقبل أن تسألنى لماذا قلت فى البداية إننى عندما أصبح مسنا سيكون لدى ابن واحد فقط وليس ثلاثة؟ سأقول لك لأن اثنين من بين الثلاثة الذين خرجوا من دائرة الفقر سيكونان وضيعين وأنانيين وسيرفضان اعالتى وهكذا سيرعانى واحد فقط.. باختصار إذا أراد إنسان ألا يجوع فى عمره المتقدم فإنه يلزم له سبعة عشر طفلا على الأقل.
قبل أن تتصور عزيزى القارئ أن هذا الفلاح مصري.. «أقول لك أنه فلاح باكستانى التقى به أستاذ الاقتصاد الامريكى «لستر ثارو» منذ نحو 30 عاما.. ولو قدر لأستاذ الاقتصاد أن يأتى إلى مصر ويسأل المصريين: لماذا لا تكتفون بطفلين فقط؟.. فلن يصاب بالدوار كما حدث له وهو يستمع لإجابة الفلاح الباكستاني.. لأن المصريين المشهورين بأنهم لا يحبون الكلام مع الغرباء سيقولون جملا قصيرة مثل الأبناء عزوة.. أو تحديد النسل حرام.. أو كنت أريد ولدا يحمل اسمي.. أو كل طفل يأتى ومعه رزقه.. بالطبع لا يخطر على بال هؤلاء أن كثرة الانجاب تلتهم بلا رحمة كل جهود التنمية.. فكل إنسان جديد يضاف إلى السكان يحتاج إلى غذاء وكساء ومدرسة وجامعة ومواصلات ومستشفى وفرصة عمل ومسكن.. كما لا يخطر على بالهم جسامة المشكلات التى ترافق الزيادة السكانية حيث يزداد الفقر وترتفع معدلات الجرائم وتظهر العشوائيات وتنتشر ثقافة الزحام فيعم الضجيج والعنف والمشاجرات والتحايل والأنانية والقسوة والحقد والكراهية.. ولا يحتاج الأمر إلى عبقرى ليقول إننا لن نتقدم إلى الأمام إذا استمرت مصر تستقبل حسب آخر احصاء مولودا كل 14ثانية... وأحسب حضرتك كم عدد المواليد فى السنة؟.
لمزيد من مقالات عايدة رزق رابط دائم: