رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
السودان .. إلى أين؟

أنا واحد من عشاق الشعب السوداني منذ زمن بعيد والسودانيون عشاق للشعر.. وهم من أكثر الشعوب العربية حبا للغة العربية ومعظمهم يحفظون أجزاء من القرآن الكريم وهو من شروط دخول المدارس .. قال لي نزار قباني إذا أردت أن تقرأ شعرك فاذهب إلي السودان لأنهم عشاق للشعر .. وقد زرت السودان مرات كثيرة وأقمت فيه عشرات الأمسيات وفي السودان أكثر من مطرب شهير غني قصائدي .. وكانت أول زيارة لي للسودان في بداية السبعينيات .. وكان السودان يومها بلدا غنيا وكان الجنيه السوداني منافسا قويا للعملات العربية .. وكنت تجد كل شيء مستورد في الأسواق وكان في السودان عدد كبير من رجال الأعمال الأثرياء .. ورغم اختلاف الآراء فمازلت رافضا قرار الانفصال بين مصر والسودان بعد ثورة يوليو .. وقد طالبت أكثر من مرة بوحدة مصر والسودان رغم أن أصدقاء لي في السودان لا يتفقون معي في ذلك .. كنت دائما أري أن استقرار السودان قضية معقدة وانه وقع فريسة الصراعات بين اليسار والشيوعيين والتيارات الدينية والعسكريين وإن كان قد شهد فترة من الاستقرار لم تطل كثيرا حين سلم الفريق سوار الذهب السلطة للشعب في تجربة غير مسبوقة في التاريخ السياسي العربي .. إن السودان يعيش الآن تجربة جديدة في ظل حكم مدني عسكري وهو يتعرض لانقسامات عنيفة وهناك صراع شديد علي السلطة .. والشعب السوداني من أكثر الشعوب العربية ثقافة ووعيا وبقدر حبه للسياسة فقد أضرته الانقسامات والصراعات كثيرا .. أتمني أن يتجاوز السودان محنته الأخيرة ويكمل مسيرته في ظل حكم رشيد يعيد له استقراره ودوره ومسئولياته .. إن السودان الشعب والأرض والثروات قادر علي أن يصنع مستقبلا يليق به خاصة أن أنظار العالم شرقا وغربا تتجه إلي ثروات كثيرة في السودان وعلي الشعب السوداني أن يحرص علي استقراره وأمنه .. ومازلت اردد نصيحة نزار قباني إذا أردت أن تقرأ شعرك فاذهب إلي السودان فهو شعب يعشق الشعر.

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: