رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أحمد كمال ومسيرة أكثر من 40 عاما من الإبداع

فراج فتح الله;

عبق القصائد وعمق الروايات وإيقاع الألحان

فراج فتح الله

وقولة القلوب عند بعضها

واصلة السما بأرضها

وبنى آدم سلاح نفسه وصاحب رأى

وقبل الناس ماتكبر السنين كانت كتيرة

افرش حصيرة وخلى البساط أحمدى

الليل بساط يا مصادفنى من آخر السكة

قرب من الناحية دى

ماليش خيال إلا أن رميتنى بنور هادى

ورميت عليا السلام

فؤاد حداد

يعيد إلينا الفنان أحمد كمال عبق قصائد الشعر وعمق الروايات الكبرى وتكثيف القصص القصيرة وإيقاع الألحان وسحر السينما فى أنقى صورة، عندما يطل علينا فى أحد أعماله السينمائية أو التليفزيونية. أحمد كمال من أكثر الممثلين الذين شاركوا بالعمل فى أفلام من أصل روائى. لعل ابرزها رائعة صنع الله ابراهيم «ذات»، وايقونة بهاء طاهر «واحة الغروب»، و«مالك حزين» رائعة الكاتب الروائى إبراهيم أصلان، ومؤخرا روايتا المبدع أحمد مراد ذائعتا السيط «تراب الماس» و«1919».

محطات فى تاريخ الفنان

بدأ أحمد كمال كعادة الممثلين الكبار تتفجر موهبتهم مبكرا، وكتب لهم الاستمرار من مسرح الجامعة وفرق مسرح الثقافة الجماهيرية، فى آواخر السبعينيات، فقد فجرت حالة الرفض لاتفاقية كامب ديفيد مع أشعار أمل دنقل وفؤاد حداد الحالة الثورية والتمرد عنده، بحث من وقتها داخله عن الاختلاف والتفرد والكثير من عمق المعنى، والبعد كل البعد عن السطحية، تعلم على أيدى الكبار الدكتور على الراعى والدكتور فؤاد دوارة، وكذلك المخرجان محفوظ عبدالرحمن ويوسف شاهين. وعمل مع محمد خان وخيرى بشارة ومروان حامد وكاملة أبو ذكرى وداود عبدالسيد والذى شارك معه فى 5 من أعماله: البحث عن سيد مرزوق، الكيت كات، أرض الخوف، مواطن ومخبر وحرامى، رسائل البحر. فلا عجب ان يعتبره أحد شخصيات رؤيته السينمائية.

ففى الجامعة وفى أواخر التسعينيات يلعب دور «شايلوك» فى مسرحية وليم شكسبير «تاجر البندقية» لفريق مسرح آداب القاهرة تحديدا، قبل نحو أربعين عاما اخراج فهمى الخولى المسرحية واكبت توقيع اتفاقية «كامب ديفيد» والمسرحية حققت وقتها نجاحاً جماهيرياً لافتا.

ليعود مؤخرا ليدهش الجميع بأدائه لدور اليهودى فى مسلسل «حارة اليهود»، وهنا يقوم بدور يهودى مصرى سبق معرفته، «شحاتة هارون» الذى كان عاشقا لمصر ودفن بها.

كما انه واحد من المؤسسين الأوائل لـ «جماعة مسرح الشارع» من ضمن مجموعة شباب مسرحيين من كليات مختلفة بجامعة القاهرة، فى منتصف عام 1976،التى تعتبر البداية الرسمية لمسرح الشارع فى مصر، وهو فى الثامنة عشرة من عمره، والتى قدمت عروضها فى الشارع، رصد هذه التجربة د. بشار عليوى من العراق فى كتابه «مسرح الشارع.. حفريات المفهوم والوظيفة والنتاج».

الافلام القصيرة

للفنان أحمد كمال رؤية واهتمام خاص بالأفلام القصيرة، يراها مستقبل السينما بشكل عام، فى وجود المنصات الاعلامية، وصحافة الانترنت، بما للأفلام القصيرة من عمق وتكثيف وشغل سينما خالص، وهى أولى الخطوات الفنية لانطلاق أى فنان ودخوله لعالم الفن السابع، فهو يتميز بقصر وقته الذى يتراوح بحسب التصنيفات من دقيقة إلى 59 دقيقة، يشبه القصة القصيرة بالنسبة إلى الرواية فى عالم الأدب. وضع كمال على عاتقه الوقوف بجانب أى صاحب فيلم قصير، ما بين مشاريع تخرج معهد السينما والهواة وأعمال المركز القومى للسينما. يعجبه التفكير الطازج البكر، بلا تلوث الانتاج وحسابات العرض والطلب. أمكانيات بسيطة ومجهود كبير ورؤية إبداعية متدفقة، بها تجريب أكثر وحرية أكبر. ليجد المفهوم النقى للسينما، يشارك الطلاب ويستمتع بتجاربهم ويستمع لتوجيه كل مخرج منهم كأنه ممثل صغير، لذا لم ينقطع منذ بدايته عن العمل فى الافلام القصيرة، وحتى الآن لمدة أكثر من 40 عاما، تطوعا وحبا لهذا الفن المتفرد، حتى اصبحت حياته كلها مشاريع فنية. أحيانا تنجح وأحيانا تفشل، وكلها تمت بدافع المتعة والشغف.

تدريب الممثل

يذهب كمال لكل بقاع مصر لعمل ورش تدريب الممثل، ليتدرب على يديه معظم ممثلى مصر، ممن يملأون الشاشات الآن نجومية وتألقًا، من المنيا للإسماعيلية لمكتبة الإسكندرية، فهو مبشر بالفن والرقى والابداع، هذه الورش تكون بمثابة نقطة انطلاق لأى ممثل مجتهد، جرعات فنية مكثفة حول الفن.

تنال الأعمال الفنية المأخوذة عن روايات ذائعة الصيت حظا وفيرا من الدعاية يلازمها منذ الإعلان عن دخولها مرحلة التحضيرات، واختيار فريق العمل حتى وإن كان ذلك تعقبه مقارنات ونقد لاذع فى بعض الأحيان. وهذا يدخلنا مباشرة للملمح الاهم فى مسيرة أحمد كمال الفنية، كيف يختار أدواره؟ والاعمال التى يشارك بها؟.

اتت عن وعى وادراك وثقافة بقيمة ما يقدمه للناس، والرسائل التى يريد توصيلها، فهو لا يبحث عن النجومية، ولا يفضل الوقوف فى أول الصفوف، لكنه يقف فى المكان الاكثر تأثيرا ووضوحا.

ففى فيلم «الكيت كات» هو سليمان الصائغ ابن الصائغ، الشاب الغنى، والذى تهرب منه زوجته المنحلة، هذه الشخصية من ضمن 115 شخصية حوتها الرواية، كيف يقف وحيدا شاردا، يعانى من همه الخاص واغترابه الخاص فى الحارة الضيقة الكيت كات بعدما يسرق منه الشيخ حسنى محمود عبدالعزيز ــ الكفيف «دراجته» لينطلق فى الخيال ويحلق فى الفضا، ويبقى سليمان وحيدا ينعى حظه، وهو السليم المعافى. لترسم ملامح وجهه الصامت الهادئ والمذهول كل ما يبتغيه المخرج والمؤلف معا. الفيلم احتل المركز الرابع والعشرين فى قائمة أفضل «مائة فيلم مصرى» حسب استفتاء النقاد عام 1996، كما حصل الفيلم على الجائزة الذهبية لأحسن فيلم من مهرجان دمشق السينمائى الدولى عام 1991. والذى نحتفل هذه الايام بمرور 30 عامًا على أول عرض له. والذى يعتبر نقطة الانطلاق الكبرى للفنان أحمد كمال.

وفى رائعة صنع الله ابراهيم «ذات» أو ذات مصر كما يحلو للبعض إطلاق هذا الاسم على المسلسل، هو والاب «سعد» والذى يشكل عقل ذات مصر، ووجدان ذات مصر، ما بين القبول والحنين والرفض والقسوة، هو لب تجربة مصر الناصرية، وواضع جذور البلد، فى حركته وجلوسه، وحتى فى شروده. ملامح مصرية خالصة امتزجت ما بين الممثل والشخصية، السمار الخفيف، والهم المدفون فى الاعماق والهدوء والاتزان.

أما مسلسل «واحة الغروب» المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للروائى بهاء طاهر، كتبت السيناريو والحوار مريم نعوم وهالة الزغندى، وإخراج كاملة أبو ذكرى. لعب احمد كمال فى المسلسل دور «الشيخ يحيى» أكبر الأجواد سنًا، ينتمى إلى الغربيين، رجل معتدل الفكر، عاقل لكنه عصبى الطبع. يرفض النزاعات والحروب بين قومه وعلى خلاف دائم مع الشيخ صابر، تدور حوله الاحداث تبتعد قليلا وتعود كثيرا، كعادته يؤدى بلا ضجيج، يمتزج مع الشخصية فتشعر بأنه بالفعل شيخ من شيوخ الاجاويد.

فيشعرك أحمد كمال بأن الشيخ يحيى خارج للتو من إحدى الأساطير اليونانية أو الإغريقية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق