رؤيه حره
المشير طنطاوى... كما عرفته !

رحم الله المشير حسين طنطاوى ، فقد كان رمزا وطنيا، وواحدا من رجال مصر الذين عاهدوا الوطن على حماية سيادته وامنه واستقراره حتى لو كان على حساب طموحاتهم الشخصية ..

عرفت المشير طنطاوى فى عام 1985 عندما كنت أؤدى الخدمة العسكرية فى الفرقة 18 مشاة فى منطقة القنطرة شرق وكان هو قائد الفرقة ، وسمعت الجنود والضباط وهم يحذرون من شدته وحرصه على الانضباط العسكرى ويروون فى ذلك قصص وحكايات كثيرة ، ولكننى فوجئت ذات يوم بقائد فرع الشئون المعنوية بالفرقة يبحث عنى وقال لى : انت تعمل بالاهرام ، هل تجيد الكتابة فعلا ...قلت نعم انا تحت التمرين فى الاهرام حتى انتهى من التجنيد . قال ارتد افضل ملابسك ولمع حذاءك بشدة سوف نذهب للواء طنطاوى بعد عشر دقائق.. فعلت ما قاله وذهبنا معا الى اللواء طنطاوى فى مكتبه وقدمنى على أنى العسكرى الذى يعمل بالاهرام . وما ان جلسنا حتى بادرنى اللواء طنطاوى بلهجة ابوية ولكن حازمة قائلا : « بتعرف تكتب يابنى ..قلت له اظن ذلك يافندم ، رد على بصرامة قائلا : « بتعرف واللا لا» قلت باعرف يافندم ، قلت بتون اكثر هدوءا ، انا اقول كلمة كل شهر فى حفل تخريج الضباط ، سوف اقول لك الفكرة وانت تصيغها بالصورة التى تراها ، وطلب منى ان اعد بروفة خلال ساعة وبالقلم الرصاص ، ففعلت وعدت بها اليه خلال اقل من ساعة ، قرأها بتركيز واضح ، وعندما انتهى قال « على بركة الله » وهو ما يعنى انها راقت له. وهكذا اقتربت من الرجل يقول لى فكرة كل شهر واصيغها له ، واكتشفت فيه طيبة رائعة وقائدا عسكريا مخضرما ، وبعد انتهاء خدمتى العسكرية باشهر قليلة بدأ صعود اللواء طنطاوى الى قائد للجيش الثانى ، ثم قائد للحرس الجمهورى ، فوزير للدفاع ، وخلال احداث ثورة 25 يناير كان مجمل القرارات يشى بوطنية هذا الرجل العظيم وايثاره الوطن على طموحاته الشخصية . لقد كان فارسا فى ميدان الحرب فى نصر اكتوبر المجيد ، وجبلا صلبا لاتهزه رياح السياسة وانواؤها ، حافظ على القوات المسلحة ، وحمى الدولة من السقوط وقت أن كانت فيه العواصف «الاخوانجية» والتيارات الخارجية التى تستهدف مصر فى اوجها .  لم احاول أبدا ان اكتب من قبل عن معرفتى بالرجل حتى لايتم تفسيرها وتأويلها بصورة او اخرى ، ولكن رأيت ان هذه كلمة حق وقد حان وقت البوح بها .