رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الرئاسة المصرية.. والخطاب الجديد

المداخلات المتكررة للرئيس عبدالفتاح السيسى عبر البرامج التليفزيونية، والتى كان آخرها مداخلته ببرنامج التاسعة على القناة المصرية الأولى، وتفاعله المباشر مع سيدة مكافحة (أول حدادة بالمنصورة)، تشير إلى نمط جديد من تفاعل مؤسسة الرئاسة مع المجتمع, ففى السابق كان التفكير بأن وجود مسافة بين الرئيس والمواطنين، يحافظ أكثر على موقع الرئيس وهيبة مؤسسة الرئاسة.

لكن الرئيس السيسى، أكد أنه ينتهج عكس ذلك تماما؛ فقد أصبح الرئيس متفاعلا بشكل يومى مع المواطنين، سواء خلال: كلماته فى افتتاح المشروعات القومية، أو لقاءاته العابرة مع المواطنين فى كل مكان، أو مداخلاته عبر التليفزيون. وفى كلماته العامة لا يحرص على إلقاء الكلمة الرسمية المعدة سلفا، ثم يتحدث من وحى آرائه وخواطره فى الشأن العام، وهذا الجزء يلقى تجاوبا كبيرا من المشاهدين والحضور، حتى أصبحت عادة ينتظرها الناس.

لقد حرص رؤساء سابقون على تجنب مجرد ذكر اسم مواطن خلال أحاديثهم وخطبهم وكلماتهم العامة، ووضعوا مسافة بينهم والجمهور، وفرضوا سطوة حديدية على المنصب. أما اليوم فإن الرئيس السيسى يتفاعل مع البرامج، ويكرر اسم المذيع والضيف أكثر من مرة، وهو ما يبسط أجواء مودة فى الحوار، ويخترق أوساط المجتمعات والحارات البسيطة، ويقترب الرئيس كثيرا من المواطن، الذى يمكن أن يلتقيه فى أى مكان.

ويتأسس نهج الرئيس فى التفاعل المباشر على خبرته بنبض المصريين، وحالتهم المعنوية والنفسية، ويرتكن منهجه إلى أساس ذاتى فى شخصه.

وتنبع تفاعلات الرئيس مع الجمهور من إدراك خاص بالحالة الجديدة فى مصر, فعبر مداخلاته اشتبك مع الحوارات غير المنضبطة على السوشيال ميديا، وكرم مواطنين مجتهدين منسيين، وأسس لصنع قدوات جديدة فى مجتمع اضطربت فيه القدوة، ووظف مداخلاته فى التثقيف العام للمصريين (داخل بيوتهم ومنازلهم)، ورفع الوعى بمعانى الوطن والدولة.وكل ذلك يضبط حوارات الشارع، ويخلق جسورا من الصدق والشفافية بين الدولة والمجتمع، ويزكى نوعية من البرامج التى تسلط الضوء على هموم البسطاء، وفى ذلك توجيه عملى لمكامن الإبداع فى العمل الإعلامى.


لمزيد من مقالات رأى الأهرام

رابط دائم: