بعد مطاردة استمرت أسبوعين، سعت إسرائيل لمحو الصفعة التى تعرضت لها جراء فرار 6 فلسطينيين من سجن جلبوع بإعلان إتمام عملية إعادة اعتقال آخر أسيرين من مدينة جنين شمال الضفة الغربية، بينما أكدت سلطات الاحتلال أنها استخدمت عمليات «تضليل» لاعتقال الأسيرين أيهم كممجى ومناضل نفيعات، وسط تكذيب فلسطينى للرواية الإسرائيلية. وزعمت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الجيش الإسرائيلى نفذ عملية تضليل بهدف خداع خلايا المقاومة فى جنين خاصةً مخيمها، من خلال تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق، تزامنًا مع تنفيذه عملية سرية لاعتقال الأسيرين من الحارة الشرقية للمدينة.
وقاد قائد قوات الجيش الإسرائيلى بالضفة يانيف ألوف العملية بنفسه من غرفة العمليات، وهو من أمر بعملية التضليل، من خلال إدخال قوات كبيرة مرئية إلى مخيم جنين ومحيطه ومناطق أخرى، وذلك بهدف تشتيت الانتباه من أجل اعتقال الأسيرين من خلال عملية سرية.
ووفقًا للموقع، فإنه تم اعتقال الأسيرين بدون مقاومة، كما اعتقل مواطنان آخران قدما المساعدة لهما، مشيرا إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تفاجأت بعدم مقاومة الأسيرين لعملية الاعتقال. ونشر الجيش صورة الأسيرين الفلسطينيين، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه جرى تحويلهما إلى «الشاباك» للتحقيق معهما.
وأثناء خروج القوات الإسرائيلية من جنين، اندلعت مواجهات مع الشبان الفلسطينيين الذين رشقوها بالحجارة، وتطور الأمر فى بعض المناطق إلى اشتباكات مسلحة.
وذكرت مصادر محلية أن ثلاثة شباب فلسطينيين أصيبوا برصاص القوات الإسرائيلية خلال تلك المواجهات.
بدوره، هنّأ رئيس الوزراء الإسرائيلى نفتالى بينيت قوّات الأمن عبر تويتر قائلا: «إن العملية كانت مبهرة ومتطوّرة وسريعة».
وبالتزامن مع عملية الاعتقال، وضع الجيش الإسرائيلى منظومات «القبة الحديدية» فى منطقة غلاف غزة فى حالة تأهب تحسبا لهجمات صاروخية محتملة من القطاع بعد اكتمال عمليات اعتقال الأسرى الستة.
وفى سياق متصل، قال شهود عيان إن الاحتلال أطلق النار بكثافة تجاه المنزل وبشكل عشوائى وكاد يرتكب جريمة مروعة، كما هدد الأسيرين فى حال لم يقدموا على تسليم أنفسهم بأنه سينسف المنزل، ما دفع كممجى ونفيعات لتسليم نفسيهما حفاظًا على أرواح السكان.
وفى الوقت ذاته، كشف محامو الأسرى الفلسطينيين الأربعة الذين فروا من سجن جلبوع وأعادت إسرائيل القبض عليهم، أن «جهاز الأمن العام الإسرائيلى يسعى لتلفيق تهم ثقيلة لتشديد عقوبة السجن عليهم».
وفى غضون ذلك، توجهت حركة حماس بالتحية الكبيرة والتقدير العظيم لأبطال نفق الحرية فى سجن جلبوع الذى أثبتوا قدرة الفلسطينى على الفعل المقاوم فى كل الظروف وفى كل الأدوات. وقال المتحدث باسم «حماس» حازم قاسم فى تصريح صحفى: إنه «بالرغم من اعادة اعتقال أبطال نفق الحرية، ستبقى هذه العملية دليلا دامغا على هشاشة وضعف المنظومة الأمنية الصهيونية وعدم صمودها أمام إرادة المقاتل الفلسطينى». وأضاف قاسم أن «ما فعله الأسرى الستة كان بطولة عظيمة وجهادا كبيرا وإنجازا عظيما سيسجل بأحرف من نور فى سجل جهاد ونضال شعبنا الفلسطينى».
وشدد على أن كتائب القسام على عهدها ووعدها بأن يكون أبطال عملية نفق الحرية الستة على رأس صفقة التبادل، وأن يخرجوا مرفوعى الرأس من سجون الاحتلال وأن يفتح السجان الصهيونى بنفسه أبواب زنزانتهم.. وأشار الناطق باسم حركة «حماس» إلى أن العمل على تحرير الأسرى من سجون الاحتلال سيظل على رأس أولويات المقاومة.
رابط دائم: