تحوى محافظة سوهاج عددا من المواقع المهمة، التى تم تسجيلها كآثار إسلامية وضمها لوزارة الآثار، تلك التى تعود للعصر العثمانى، باتت مهددة بالانهيار وتحتاج إلى مشروعات متكاملة لترميمها وإنقاذها، بعد أن باتت تمثل خطرا على أرواح المصلين والمارة من الأهالى لتهالكها، وباتت مسئولية ترميمها حائرة بين وزارتى الآثار والأوقاف. تفاصيل عديدة نكشفها فى السطور التالية.
فى البداية يقول الأثرى غريب جابر العويضى، مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بسوهاج، إن ترميم المساجد الأثرية، يتم طبقا لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته عام 2010، والتى تنص على أن ترميم المساجد الأثرية يتم على نفقة الجهة الشاغلة "وزارة الأوقاف". وقد تمت مخاطبة مديرية الأوقاف بحالة المساجد من وجود شروخ بقواعد الأعمدة والأسقف وخلافها، وتم إرسال محاضر المعاينة المحررة بمعرفة إدارة الترميم الدقيق بمنطقة آثار سوهاج، والمتضمنة بنود أعمال تدعيم أساسات المساجد، والإشارة إلى حاجة المساجد الملحة لمشروع ترميم متكامل، حيث إن الأمر يمثل خطورة على المصلين والمارة بالطرق. وطالبنا الأوقاف بموافاتنا بالرد.
وأوضح العويضى أن معظم هذه الآثار يوجد بمنطقة القيسارية بمركز جرجا، كونها كانت فى العصرين المملوكى والعثمانى مقرا لحكم بلاد الصعيد، حتى عام 1960 أصبحت مركزا تابعا لمحافظة سوهاج، وجميع تلك المواقع تحتاج لمشروعات ترميم عاجلة للحفاظ عليها كقيم تاريخية، ولحماية المصلين والمارة من خطر الانهيار، وتمت مخاطبة وزارة الأوقاف بذلك وفقا للبروتوكول الموقع مع الآثار، والذى ينص على أن يكون الترميم على نفقة الأوقاف وتحت إشراف الاثار، منها جامع عثمان الذى انشأه الأمير عثمان بك الجرجاوى سنة 1156هـ/1743م، وهو أكبر المساجد الأثرية بجرجا، ويطلق عليه "أزهر الصعيد"، حيث كان يقوم بدور تعليمى على غرار الأزهر الشريف، وقد تم بناؤه بطراز فريد وبأسلوب ومميزات العمارة فى العصر العثمانى.
ويضيف العويضى أن هناك أيضا الجامع الصينى بجرجا، والذى انشأه الأمير محمد بك الفقارى، ويحتاج إلى ترميمات للحفاظ عليه، كما يوجد بجرجا جامع (سيدى جلال)، الذى أنشئ سنة 1775م وتم تسجيله كأثر إسلامى عام 2002، ويحتاج إلى ترميمات شاملة للحفاظ عليه، وهناك أيضا منارة المتولى بجرجا، وهى الجزء المتبقى من جامع الأمير محمد أبو السنون حاكم جرجا، الذى أنشئ سنة 800 هجرية، وتهدم وأزيل سنة 1947، وأنشئ مكانه معهد جرجا الدينى، ولم يتبق منه سوى المئذنة "المنارة"، التى استخدم الحجر والخشب فى بنائها، وتتكون المئذنة من ثلاثة طوابق وتحتاج إلى مشروع ترميم. ويقول محمد الذنباعى، مفتش آثار جرجا، إنه يوجد أيضا فى جرجا جامع الزبدة "الفقراء"، وسمى بهذا الاسم حيث كانت تباع الزبدة بالقرب منه ويقع بمنطقة القيسارية، وقام بانشائه الأمير أبو عايد عام 1732 ميلادية، وهو تحفة آثارية تحتاج إلى عمليات ترميم وتطوير للحفاظ عليها.
وفى مدينة طهطا، يقول مصطفى العجوز، مفتش آثار طهطا، إنه يوجد مسجد سيدى جلال الدين أبو القاسم، أحد أقدم وأهم المساجد الأثرية والتاريخية، وصاحب أعلى مئذنة فى الصعيد فى ذلك الوقت، مكونة من 3 طوابق بارتفاع 45 مترا، وتم ضمه للآثار سنة 2006، ويرجع تاريخ إنشائه للقرن الثامن الهجرى، يواجه المسجد خطر الانهيار فى أى لحظة.
ويقول سامح الخطيب، مفتش آثار أخميم، إن مدينة أخميم بها مسجد الأمير حسن ووالده الأمير محمد، والذي تم إنشاؤه سنة 1119 هجرية، وهو من نماذج العمائر الدينية العثمانى.
ويعود العويضى ليقول إنه من بين الآثار الإسلامية المهمة بسوهاج أيضا حمام على بك حاكم ولاية جرجا وما يتبعها، أمير عربان هوارة - تولى إمارة جرجا سنة 1043هـ - ويقع الحمام بمنطقة القيسارية، ويعتبر مثالا فريدا للحمامات بصعيد مصر، ونموذجا للعمارة المدنية للآثار الإسلامية بجرجا، وهو ضمن قائمة أهم حمامات الصعيد الباقية والنادرة، مشيرا إلى أن الحمام لم يكن فقط مكانا للنظافة، ولكنه لعب على مدى التاريخ الإسلامى بمثابة دور برلمان يناقش فيه الناس أمور الدنيا ومشكلاتها، وكان أيضا مكانا للمؤامرات السياسة.
وفى تعقيبه، قال أحد المسئولين بالأوقاف ــ رفض ذكر اسمه ــ إن دور الأوقاف توفير الخطباء والأئمة وتوفير العمالة اللازمة لنظافة المسجد وتهيئته لأداء الصلوات، أما أعمال الترميم والصيانة للحفاظ عليه، فهى من اختصاص قطاع الآثار الإسلامية بوزارة الآثار.
من جانبه، قال اللواء طارق الفقى محافظ سوهاج، إنه فى إطار الحفاظ على المناطق الأثرية بالمحافظة، تم وضع خطة عاجلة للحفاظ المساجد الاثرية وكذلك قناطر الهويس، وتم تكليف الوحدات المحلية المختصة الواقعة فى نطاقها تلك المواقع بإزالة الأتربة والمخلفات والتعديات الواقعة عليها وتجميل المنطقة المحيطة بها، وإقامة كافيتيريا للزائرين وإنشاء حديقة عامة ومطعم للأكلات السريعة وحديقة لألعاب الأطفال.
رابط دائم: