من راهن على توجه الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة بايدن لتقارب وتلاحم أكبر مع الشركاء الغربيين وسائر الحلفاء يصاب بخيبة أمل فهى تسعى فقط لخدمة مصلحتها وأولوياتها. ومن اعتقد أن إدارة بايدن تسعى لعهد جديد وإصلاح الصدع فى جدار العلاقات الأمريكية الأوروبية وتنسيق المواقف بين الحلفاء يفاجأ بغياب التشاور والتنسيق. ظهر ذلك جليا فى الانسحاب الأمريكى الفوضوى من أفغانستان مما أربك سائر الدول المشاركة فى التحالف الدولى ودفعها لانسحاب غير منظم هدد مواطنيها وقواتها هناك ووصفته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ثانى أكبر مشارك فى ذلك التحالف بأنه أمر كارثى. ضربة جديدة وجهتها واشنطن قبل أيام باتفاق أمنى ثلاثى مع بريطانيا واستراليا لتعزيز التعاون فى منطقة المحيطين الهادى والهندى لمواجهة ما تصفه واشنطن بالتهديدات الصينية. وتراه الصين بمثابة إعلان حرب عليها، مؤكدة أن الإصرار على اعتبارها عدوا وخصما سيجعلها كذلك. وبموجب هذا الاتفاق ألغت أستراليا بدون سابق تشاور صفقة قيمتها 65 مليار دولار مع فرنسا لتزويدها بغواصات تقليدية لتستبدلها بغواصات تعمل بالوقود النووى من أمريكا. وأثارت الخطوة غضب باريس ليس فقط لما تمثله من خسارة اقتصادية وإنما لغياب التشاور والتنسيق بين أطراف مفترض أنها حليفة. أولويات واشنطن تتباين عن أولويات الأوروبيين. واتضح استياء الأوروبيين فيما قاله مفوض العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل إنه لم يتم إبلاغ التكتل بالأمر، مما يستوجب أن نعتمد على أنفسنا، ونصوغ إستراتيجية خاصة بنا وهى تستهدف التعاون لا المواجهة مع المنطقة.
لمزيد من مقالات إيناس نور رابط دائم: