رسالة جديدة من الرئيس عبدالفتاح السيسى للشباب، يحثهم فيها بالابتعاد عن التدخين، لما له من آثار سلبية على الصحة العامة، ولعلها ليست الرسالة الأولي التي توجهها القيادة السياسية للمصريين، للاهتمام بالصحة العامة والوقاية من السمنة والأمراض السارية وغير السارية، وبعضها ترجم إلى مبادرات أذهلت العالم، مثل مبادرة «100 مليون صحة»، والرسالة الأخيرة جاءت فى وقت مرور مصر بالموجة الرابعة لفيروس كورونا، وتحوراته الخطيرة واسعة الانتشار، وفى نفس الوقت نرى وجود تراخ فى تطبيق الإجراءات الاحترازية، ومنها تنفيذ قرار منع تدخين «الشيشة» فى المقهى.
وكان سؤال الرئيس للشباب من خريجى الجامعات، والذين تلقوا تدريبا فى الكلية الحربية منذ عدة أيام، فى أثناء تفقده ميناء الإسكندرية البحرى، بقوله «كام واحد فيكم بيدخن؟ « بمثابة الاطمئنان عليهم وأيضا تحذير لهم من عواقب التدخين، حيث أردف قائلا: «أوعوا بعد ماتشتغلوا نسمع إنك بتدخن فى الميناء أو أى مكان.. التدخين مؤثر على الصحة العامة.. شباب مصر حاجة كبيرة قوى.. وياريت تعملوا رياضة للياقتكم الصحية.. وخلوا بالكم من نفسكم وصحتكم».
بهذه الكلمات الكافية والشافية، كانت رسائل الرئيس للمصريين عامة وليس الشباب فقط، للبعد عن التدخين الذى يدمر الصحة العامة.
الدكتور عصام المغازى، رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، يقول إن صحة الإنسان المصرى تعتلى مكانة مرتفعة لدى القيادة السياسية، ويتضح ذلك من المبادرات الرئاسية الناجحة للكشف عن وعلاج الأمراض غير السارية، كأمراض السكر والقلب والأوعية الدموية والسرطان وأمراض الجهاز التنفسى المزمنة، والتى يعتبر استخدام التبغ هو المسبب الرئيسى لها، حيث إن تدخين أي نوع من أنواع التبغ يضعف الرئتين ويزيد من خطر الإصابة بالعديد من حالات عدوى الجهاز التنفسي، كما أن فيروس كوفيد - 19 هو فيروس معد ويهاجم الرئتين بشكل أساسى، فالتدخين يضعف الوظيفة الرئوية، مما يزيد من صعوبة تصدّي الجسم لفيروسات كورونا وغيرها من الأمراض النفسية.
وأشار إلى أن العديد من الأبحاث العلمية تؤكد أن المدخنين يتعرضون أكثر من غيرهم لخطورة الإصابة والوفاة في حال إصابتهم بكورونا، كما قالت بعض الدراسات، إن التدخين يسهم ويساعد فى الإصابة بالمتحور الجديد «دلتا بلس»، حيث تكون مناعة الجسم قد ضعفت.
وأضاف المغازى، أن معدل استهلاك التبغ فى مصر من بين أعلى المعدلات فى إقليم شرق المتوسط وفى جميع أنحاء العالم، لافتا إلى أن مصر خطت خطوات جيدة فى مكافحة التبغ، فأصدرت القوانين التى تضمن تقليل الأخطار الناتجة عن التدخين، وهى قوانين وجهود عديدة بدأت منذ عام 1981، ومنها القانون 85 لسنة 2002 وقانون 154 لسنة 2007، كما وقعت على الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ عام 2005، حيث تعهدت الدول بخفض استهلاك التبغ بنسبة 30 %، كهدف عالمى، قبل حلول عام 2025.
فى الوقت نفسه، أشاد الدكتور أمجد الحداد، استشارى المناعة والحساسية بمركز المصل واللقاح، بالمبادرات الرئاسية التى قامت بها مصر للقضاء على العديد من الأمراض، وذلك حفاظا على الصحة، وأيضا بتحذيرات ونصائح الرئيس للشباب بالابتعاد عن التدخين، مؤكدا أنه يدمر الصحة العامة، فيؤثر على القلب والرئتين والأوعية الدموية والسرطانات، كما أنه يؤثر على المناعة بالسلب، فيضعف الجهاز المناعى، مما يؤدى إلى إصابته بالكثير من الأمراض، كما أن رئة المدخن أكثر عرضة للدخول فى مضاعفات خطيرة عن الإصابة بـ»كوفيد - 19 «، حيث أكدت الأبحاث أن المدخنين من أكثر الناس تأثرا بالفيروس فى حالة الإصابة به، حيث يحدث التليف الرئوى والسدة الرئوية، وهذان العنصران خطيران جدا عند الإصابة بكورونا، مما يؤدى إلى تدهور الحالة الصحية للمريض ودخوله المستشفى والرعاية المركزة ووضعه على أجهزة التنفس الصناعى.
رابط دائم: