«وعملت إيه فينا السنين.. غيرتنا لا.. فرقتنا لا.. ولا دوبت فينا الحنين».
نعم لم تغير السنوات - التى تعدت ربع القرن - من تأثير ألحان بليغ حمدى الشجية فى النفوس ولا متعة الاستماع إلى موسيقاه وأغانيه الغزيرة المتنوعة، بل أكدت عظم موهبته وتفردها وأنه ما زال يملأ الدنيا موسيقى وغناء عبر الأجيال المختلفة.
فى ليلة تليق بصاحبها.. تضافرت فيها عناصر الطبيعة مع جمال المكان.. من نسمات هواء بارد تسللت بين أجواء طقس حار غلف القاهرة الأيام الفائتة.. وضوء قمر يطل على جمهور غفير امتلأت به ساحة النافورة بالأوبرا، تجمع فى حب بليغ، لتصنع منها سهرة رومانسية مميزة تفيض حبا وحنينا وشجنا ونوستالجيا لأجمل ألحان سكنت وجداننا على مدار سنوات عمرنا.. وكأن روح ملحن مصر «البليغ» تحلق فى المكان.. رغم مرور السنوات وتغير الأجيال.
إنه العبقرى.. البليغ.. المتفرد فى إحساسه وألحانه.. وصاحب البصمة الخاصة.. استطاعت ألحانه أن ترافق أجمل الأصوات المصرية والعربية وأن يسعدنا بصوت النقشبندى فى الغناء «مولاى إنى ببابك».
عفاف راضى والموسيقار سليم سحاب والوزيرة إيناس عبدالدايم
اليوم فى ذكرى وفاته الـ ٢٨، يعيد أحد أجمل أصوات مصر، عفاف راضى إلى الجمهور بعد غياب طويل، لتشدو بأجمل أغانيهما معا، وهو أول من قدمها فى السبعينيات وسبب شهرتها، كما صرحت أكثر من مرة الفنانة الكبيرة. وفى ليلة بليغ الرومانسية، قدم مطربو الأوبرا محمد متولى وياسر سليمان ورحاب مطاوع مجموعة من أجمل أغانيه لأم كلثوم وعبدالحليم حليم ووردة ومحمد رشدى. ثم تجلت عفاف راضى على المسرح ليستقبلها الجمهور بحفاوة كبيرة وتقدم أحلى ما غنت مع «ملك الموسيقى» على أنغام الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو سليم سحاب.«ردوا السلام» «تساهيل» «سلم سلم» «كله فى الموانى» «جرحتنى عيونه السود» وشاركتها ابنتها مى كمال بصوتها الجميل، وبظهور استثنائى فى تقديم أغنية «عطاشى» ويستمر الغناء، وكذلك طرب الجمهور ونشوته فى سهرة ممتعة فى حب «موسيقار الشجن» الحاضر بيننا والساكن فى وجداننا، رغم الغياب.
رابط دائم: