رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تدخل قصير.. وانسحاب سريع

محمد عبدالقادر
القوات الأمريكية المقاتلة تنهى مهامها فى العراق

ربما يكون مشهد الانسحاب الأمريكى من أفغانستان، هو أحدث مشاهد مسلسل الإخفاقات العسكرية للتدخلات طويلة الأجل، لكنه فى واقع الأمر لم يختلف كثيرا عن مشاهد أخرى لتدخلات عسكرية قصيرة، وثقها التاريخ فى كوريا والصومال ولبنان، والتى أكدت بدورها إخفاق الولايات المتحدة فى تحقيق أى إنجاز على الأرض، من ثم كانت النتيجة واحدة، وهى اتخاذ قرار الانسحاب.

وتحت عنوان: «صد المد الشيوعى»، تدخلت الولايات المتحدة فى يوليو1950 إلى جانب كوريا الجنوبية، عقب قيام نحو 75ألف جندى كورى شمالى بعبور خط العرض38، وهو الخط الفاصل بين الجنوب والشمال، وكان مجلس الأمن قد أصدر قرارا فى 25يونيو1950، الذى اعتبر بموجبه عبور قوات كوريا الشمالية للخط 38 بمثابة «غزو للجنوب»، بينما قرر فى 27 من الشهر نفسه إرسال قوات دولية إلى كوريا، مع استمرار تقدم القوات الكورية الشمالية، حتى وصولها إلى سول عاصمة كوريا الجنوبية. من ثم قادت الولايات المتحدة قوات نحو 20دولة للتدخل فى كوريا، تلك التى شكلت القوات الأمريكية نحو80% منها.

ورغم نجاح القوات الدولية بقيادة أمريكا فى إجبار قوات كوريا الشمالية على التراجع، غير أنها رأت فى الأمر فرصة لتحرير الشمال، من ثم تحولت الحرب من دفاع عن كوريا الجنوبية إلى حرب ضد الشيوعية، وهو ما أدى إلى تدخل الصين إلى جانب قوات الشمال فى المعارك. ومع تعقد الأمور، وتيقن الولايات المتحدة من عدم قدرتها على تحقيق ما أرادت على الأرض، توصلت مع  الأطراف المتحاربة فى يوليو1953 لاتفاق للهدنة، بعد خسارة أمريكا نحو 40ألفا من جنودها. وفى نكسة عسكرية أخرى، أعلنت الولايات المتحدة انسحاب قواتها من لبنان فبراير1984، بعد الهجوم الانتحارى الذى طال ثكنة للكتيبة الأولى من مشاة البحرية فى أكتوبر 1983، وأسفر عن مقتل 220منهم و18بحارا و3جنود، وهو ما مثل وقتها أكبر عدد من القتلى فى يوم واحد للقوات الأمريكية منذ حرب فيتنام.

ومن لبنان إلى الصومال، حيث تدخلت الولايات المتحدة عام 1993، عقب الإطاحة بنظام الجنرال محمد سياد برى، حيث قادت أمريكا قوة لحفظ السلام، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 794 عام1992، مهمتها تقديم الإغاثة الإنسانية للصوماليين، حيث قال الرئيس الأمريكى جورج بوش الأب وقتها، إنه قد وافق على إرسال الجنود الأمريكيين إلى الصومال «لينهوا المجاعة ويرحلوا».

ورغم فرحة الصوماليين بوصول القوات الأمريكية، غير أن فرحتهم لم تدم طويلا، خاصة مع تحول مهمة القوات إلى محاولة إقامة حكم مدنى، إلى جانب شيوع الأحاديث حول محاولات الولايات المتحدة السيطرة على منابع البترول، من ثم بدأ استهداف القوات الدولية من جانب مليشيات محلية، التى ذكر أن محركها هو الجنرال محمد فرح عيديد، الذى كان له دور رئيسى فى الإطاحة بنظام برى، ليصبح بعدها هدفا للقوات الأمريكية، التى قادت عملية للقبض عليه أكتوبر 1993.

وخلال العملية التى أطلق عليها «معركة مقديشو» أو «سقوط الصقر الأسود»، تكبدت الولايات المتحدة خسائر فادحة، حيث قتل فيها 19جنديا وأصيب 73 آخرون، بينما سقطت مروحيتان من طراز «بلاك هوك»، مما أدى لاتخاذ قرار سحب القوات الأمريكية فى مارس 1994.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق