رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

شكرا.. لا نريد المعونة

هل كنا نتوقع أن أمريكا متمثلة فى رئيسها بايدن ستصفق لمصر أنها اجتازت كثيرا من أزماتها وهى تبنى الجمهورية الجديدة وتحاول أن تستغل مواردها التى ظلت مهملة لآلاف السنين كمشروع الرمال السوداء وغيره؟! بالطبع كان وعينا يجيب بالنفي؛ بل إنها بدأت تلوّح بوقف «المعونة» بعد نجاح مصر فى إحباط كل المخططات.إنها تحاول على مدى عقود من الزمن إعادة استعمار الدول العربية واستغلالها ونهب ثرواتها بطرق غير مباشرة.

رغم الأزمة المادية التى تعانيها الشعوب العربية جمعاء، فإن مصر لن تتوقف عن نهضتها. وعلينا أن نستعيد الهمة ونرفض المعونة، وندبر أمورنا الداخلية، ونحاول أن نبنى العقول والنفوس؛ فالاستثمار الحقيقى هو بناء الإنسان. وحقوق الإنسان التى يتشدق بها الغرب ليل نهار وفى الوقت نفسه لا يعمل بها تبدأ باحترام حرية الإنسان وإرادته. وعلى المجتمع المدنى بكل أطيافه أن يقف منافحا عن الإنسان وحقه فى حياة كريمة. لقد حاربت الأمة العربية من أجل حريتها فما الذى غير رؤية هذه الشعوب وبث فيها حالة من الهزيمة الروحية سرت فى خلاياها؟! إنها العبودية التى فرضتها علينا الدول الغربية وجعلتنا نحيا مرارة الهزيمة ونحن المنتصرون. فأصبحنا عبيدا للرفاهية التى وصلت إليها هى بالعلم والتوجه الفكرى والسياسى، ومارسناها نحن بالجهل والاستجابة لما غسلوا به أدمغتنا عن طريق تفكيك المنظومة الأخلاقية، وحالة الفوضى الخلاقة: فوضى المشاعر، والثقافة، والتعليم، والجنس، والعلاقات، والأخلاق. بكبسة زر واحدة تستطيع الدخول إلى عوالمك التى تريد عبر السوشيال ميديا، وتقضى يومك فى توافه الأشياء. لقد أصبحت عبدا لرغباتك ولن تستطيع أن ترفضها أو تقول لا.

فهل نفيق من غيبوبتنا ونقول للمعونة الأمريكية: شكرا. لا نريد معونتكم. وبذلك نكبدهم خسائر فادحة برفض كل منتجاتهم التكنولوجية وترشيد الاستهلاك الرقمي. لابد أن نتخلى عن ثقافة الرفاهية ونعيد للشعب ثقافة البناء. الثقافة هى صمام الأمان والجيش الداخلى والحارس الأمين للدولة . فمن يريد أن يحصل على حقه الإنسانى عليه أن يرفض العبودية ويعمل. وعلى الدولة أن تفتح مشاريع الإنتاج وتستورد العلم الذى تطور به منظومتها لتمنح شعبها حق العيش فى حياة كريمة من عمل أيديهم.


لمزيد من مقالات د. شيرين العدوى

رابط دائم: